"نوم أقل طاقة أكثر".. سرّ جيني يكشف اللغز

"نوم أقل طاقة أكثر".. سرّ جيني يكشف اللغز

كثيرًا ما تتكرر النصائح الطبية حول ضرورة النوم الكافي وتأثيره العميق على الصحة الجسدية والنفسية. ومع ذلك، يظهر في الواقع أن هناك أشخاصًا يتمتعون بكامل طاقتهم ونشاطهم رغم نومهم لساعات أقل من المعدل الطبيعي. لا يشعرون بالإرهاق، ولا تتراجع قدرتهم على أداء المهام اليومية، مما أثار تساؤلات علمية جدية حول السبب الكامن وراء هذه الظاهرة.طفرة جينية نادرة قد تكون وراء الظاهرةأشارت دراسة علمية حديثة إلى أن هذه الحالة غير المألوفة قد تعود إلى وجود طفرة جينية نادرة تُعرف باسم SIK3-N783Y. وبيّنت الدراسة أن بعض الأشخاص يمكنهم النوم فقط من ثلاث إلى ست ساعات يوميًا، دون أن يتأثر نشاطهم أو صحتهم العامة.تجارب على الفئران تدعم الفرضيةبدأت الدراسة العلمية برصد هذه الطفرة لدى شخص يتمتع بنمط نوم قصير طبيعي، ثم قام الباحثون بنقل الطفرة إلى فئران معدّلة وراثيًا لدراسة تأثيرها. ولاحظ العلماء أن الفئران التي تحمل الطفرة نامت أقل من نظيراتها بنحو 30 إلى 50 دقيقة، حتى بعد فترات من الحرمان من النوم، مما يعزز فرضية أن لهذه الطفرة دورًا مباشرًا في تنظيم الحاجة للنوم.اكتشاف طفرة جينية نادرةكيف تؤثر الطفرة على الجسم؟تُحدث الطفرة الجينية تغييرًا في تركيب بعض البروتينات داخل الجسم، وهو ما يؤثر على طريقة عمل الخلايا العصبية المرتبطة بتنظيم النوم. ووفقًا للعلماء، فإن من يملكون هذه الطفرة يكون نظامهم العصبي قادرًا على أداء العمليات الحيوية المرتبطة بالنوم بكفاءة أعلى وفي وقت أقصر، ما يتيح للجسم التعافي واستعادة النشاط دون الحاجة إلى ساعات نوم طويلة.الوراثة ودورها في تحديد حاجتنا للنومتؤكد نتائج هذه الدراسة أن العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان ليشعر بالراحة ويؤدي وظائفه الحيوية بشكل طبيعي. وعلى الرغم من أن قلة النوم غالبًا ما تُربط بمشكلات صحية خطيرة مثل الزهايمر وأمراض القلب، فإن الأشخاص الحاملين لهذه الطفرة لا يظهر عليهم مثل هذه الأعراض، بسبب الطبيعة المختلفة لنومهم.آفاق جديدة لعلاج اضطرابات النوميفتح هذا الاكتشاف العلمي المجال أمام تطوير علاجات مستقبلية تستهدف تحسين نوعية النوم، لا سيما لأولئك الذين يعانون من الأرق أو اضطرابات النوم المزمنة. فقد يساهم فهم آلية عمل الطفرات الجينية في تصميم حلول طبية تساعد على تعزيز كفاءة النوم دون الاعتماد فقط على مدته.

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول "نوم أقل طاقة أكثر".. سرّ جيني يكشف اللغز، يمكن الرجوع إلى موقع تليجراف مصر عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.