«التغيُر المناخي» يفاقم التهديدات المحدقة «بالسلاحف البحرية» في اليمن

حضرموت – إكرام فرج في أعماق المحيط الهندي المحاذي لسواحل جنوب اليمن تعيش السلاحف البحرية المهددة بالإنقراض، رغم ما تمثله من توازنٍ بيئي يحافظ على التنوع البيولوجي في المحميات اليمنية.ومن بين تلك المحميات، محمية “شرمة”، شرق مدينة المكلا بساحل حضرموت، والتي تشكل أهم مواقع تعشيش السلاحف باليمن.وهذا ما يميز المحمية، التي باتت مركزًا للتنوع الحيوي، والذي أكسبها أهمية خاصة من خلال وجود واستيطان السلاحف البحرية النادرة.أنوع نادرةيقول مدير إدارة المختبرات بكلية العلوم البيئية والأحياء البحرية بجامعة حضرموت، نبيل شائف الحذيفي، لـ«المشاهد»: إن المحمية وما جاورها تحتضن أنواعًا مختلفة من السلاحف البحرية.وأضاف الحذيفي أن من أهم تلك الأنواع، “السلحفاة الخضراء” وهي نوع من السلاحف البحرية الكبيرة، يبلغ طولها 1.5 مترًا، ووزنها 200 كيلوغرام.كما تتواجد “السلحفاة صقرية المنقار”، وهي سلحفاة متوسطة الحجم، يبلغ طولها مترًا واحدًا، ووزنها 50 كيلوغرام، وهي من أهم الكائنات الحية النادرة والمهددة بالإنقراض على كوكب الأرض، بحسب الحذيفي.وأشار إلى أن سلاحف البحر في محمية شرمة تتغذى على كائنات المياه البحرية، مثل الطحالب والأسماك والقشريات والرخويات والديدان.ويضيف الحذيفي أن عملية تكاثر السلاحف البحرية في المحمية تتم عبر وضع بيضها على الشواطئ الرملية، حيث تضع الأنثى 100-150 بيضة كل مرة، وتهاجر بعد بيضها لمسافات طويلة بحثًا عن الطعام.مخاطر تهدد المحمية شهد العالم خلال السنوات الأخيرة موجات إحترار مناخي حادة؛ تسببت بحدوث أضرار بيئة كبيرة، وطال هذا الخطر اليمن، حيث شهدت موجات حر غير مسبوقة أثرت على النظام البيئي بأكمله.وفي هذا السياق، يشير الحذيفي إلى أن السلاحف البحرية تمثل رمزًا للحيوانات المهددة بالانقراض؛ نتيجة عوامل متراكمة.في مقدمة تلك العوامل، بحسب الحذيفي، الزحف العمراني والمشاريع الاستثمارية التي أخذت تغزو الشواطئ؛ ما أدى إلى تدمير موائل السلاحف وأعشاشها.وأضاف أن هناك مخاطر وتهديدات أخرى تؤدي إلى تغيُر درجات الحرارة ومستويات سطح البحر؛ مما يؤثر سلبًا على السلاحف.وأشار الحذيفي إلى أن الصيد الجائر للسلاحف من أجل لحومها أو صدفتها؛ يفاقم من خطر انقراضها، كما أن للتغيرات المناخية أثر كبير في تغير درجات الحرارة وارتفاع مستويات سطح البحر؛ ما يزيد المخاطر على السلاحف.ولفت الحذيفي إلى مخاطر أخرى مثل وجود الكلاب الضالة في مواطن تعشيش السلاحف، بالإضافة إلى سرطان البحر الذي يتغذى على صغار السلاحف بعدما تفقس بيوضها.ولم ينسَ الخبير البيئي الإشارة إلى مخاطر الضجيج واستخدام الإنارة بالقرب من مواطن تعشيش السلاحف.الحذيفي دعا لضرورة اتخاذ إجراءات لحماية السلاحف في المحمية؛ بهدف الحد من خطر انقراضها، ووضع قوانين للحماية من الصيد الجائر والتلوث البيئي.كما دعا للعمل على زيادة وتكثيف التوعية المجتمعية بأهمية حماية السلاحف؛ لما لها من أهمية في عملية حفظ التوازن البيئي.عوامل أخرى تهدد السلاحف السلاحف البحرية في اليمن مهددة بالانقراض لأسباب عديدة، منها تراجع أعداد ذكور السلاحف مقابل الإناث.دراسات عديدة أجريت على السلاحف البحرية توصلت إلى أن النسبة الحالية لأعداد الإناث مقارنة بالذكور وصلت إلى أكثر من 90 %.هذه الظاهرة تتفاقم عامًا بعد آخر بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة؛ مما جعل هذه الحيوانات مهددة بشكل كبير.وخلال فترة الحضانة لبيض السلاحف تعمل درجات الحرارة كمحدد رئيسي لجنس السلاحف، حيث تتكون الذكور في درجات حرارة منخفضة، بينما تحتاج الإناث درجات حرارة مرتفعة.فكلما زاد الإحترار المناخي خطت هذه السلاحف خطوة في طريقها نحو الإنقراض.يقول المدير العام السابق لمديرية الديس الشرقية التي تحتضن المحمية، ماهر باوزير، لـ«المشاهد»: إن الإهمال وغياب الدعم الكافي للمحميات بات يشكل تهديدًا كبيرًا للأحياء البحرية.وأشار إلى عدم وجود الرقابة والإشراف بشكل دوري من الحكومة والجهات المعنية للقيام بمهامها، وكذا غياب القوانين الواضحة التي من شأنها إيقاف عمليات قتل السلاحف.وطالب باوزير بالاعتراف بمحمية شرمة كمحمية طبيعية، بكل ما يترتب على هذا الإعلان من تشكيل إدارات وتوفير الإمكانيات الخاصة للمحمية.ودعا إلى ضرورة وضع القوانين وتطبيقها وتحديد أماكن لحظر رمي الشباك من قبل الصيادين في حدود المحمية، والتي تعيق وصول السلاحف إلى الساحل لوضع بيوضها.ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول «التغيُر المناخي» يفاقم التهديدات المحدقة «بالسلاحف البحرية» في اليمن، يمكن الرجوع إلى موقع المشاهد نت عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.