المجلس الانتقالي الجنوبي يكثف جهوده لتحقيق اعتراف دولي

المجلس الانتقالي الجنوبي يكثف جهوده لتحقيق اعتراف دولي

ترجمة خاصة: المشاهدقال المحلل جورجيو كافيرو الخبير بالشأن الخليجي واليمني في تحليل له على موقع “أمواج ميديا” الصادر من لندن إن المجلس الانتقالي الجنوبي يكثف جهوده لنيل اعتراف دولي.وأضاف أنه بعد بداية هجمات جماعة أنصار الله الحوثيين على الشحن التجاري، أي بدءا من نوفمبر 2023، كان المجلس الانتقالي الجنوبي يضع نفسه بشكل حثيث على الساحة العالمية كخصم دائم  لجماعة الحوثيين وكلاعب رئيسي في تأمين البحر الأحمر وخليج عدن.غير أنه بالرغم من الدعم المقدم له من قبل الإمارات العربية المتحدة، فلا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي يفتقر إلى التأييد الكامل من أي عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهم الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. مضيفا إن الحصول على اعتراف دولي أوسع هو أمر بالغ الأهمية لسعي الجماعة لتحقيق استقلال الجنوب في النهاية.وتابع: في حين أنه من غير المرجح أن يمنح أي من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي الشرعية الكاملة للمجلس الانتقالي الجنوبي في المستقبل القريب، إلا أن الجماعة لا تزال صبورة وتتوقع وقتا يصبح فيه توطيد سلطتها في جنوب اليمن أمرا واقعيا للقوى العالمية. وحتى ذلك الحين، لا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي يركز على تعزيز العلاقات مع هذه الدول الخمس الرئيسية.وأشار المحلل أن المملكة المتحدة تبدو أكثر تقبلا لفكرة منح المجلس الانتقالي الجنوبي شرعية أكبر من بين الدول الغربية الثلاث التي هي أعضاء دائمة في مجلس الأمن الدولي . وماذلك وأوضح الدكتور توماس جونو، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، لأمواج.ميديا، هناك “رغبة محدودة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص” لإضفاء مزيد من الشرعية على المجلس الانتقالي الجنوبي وقضيته الانفصالية.واضاف الدكتور جونو إلى أنه “مع تزايد اهتمام الولايات المتحدة باليمن مؤخرا بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ، يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يحاول وضع نفسه كشريك ذو قيمة في سياق يندر فيه الحلفاء الموثوق بهم”.المملكة المتحدة تبدو أكثر تقبلا لفكرة منح المجلس الانتقالي الجنوبي شرعية أكبر من بين الدول الغربية الثلاث التي هي أعضاء دائمة في مجلس الأمن الدوليوافاد التحليل أن الاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي من قبل العواصم الغربية من المرجح أن يعتمد على مجموعة من المتغيرات داخل اليمن والمنطقة الأوسع. كما أوضحت الصحفية افراح ناصر أنه بالنظر إلى أن الدول الغربية دعمت تقليديا وحدة البلاد، فإن أي تحول محتمل نحو الاعتراف بحركة مؤيدة للانفصال في الجنوب سيتطلب “أدلة مهمة على قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على الحكم بكفاءة والحفاظ على الاستقرار”.“قوة المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة مناهضة للحوثيين يمكن أن تجعله حليفا محتملا في الحرب ضد النفوذ الإيراني”. ومع ذلك، أشارت افراح ناصر إلى أن الاعتراف الغربي سيتوقف أيضا على تداعيات أوسع نطاقا على الاستقرار الإقليمي، و”إلى أي مدى ينظر إلى المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل شرعي لسكان الجنوب”.ومن ناحية روسيا والصين، فقد استضافت روسيا سابقا ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي في موسكو، وهي العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي الأكثر انخراطا مع المجلس الانتقالي. وبالاعتماد على تاريخ الحرب الباردة، عندما حكمت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الماركسية ذات التوجه السوفيتي الجنوب، ينظر المسؤولون الروس الآن إلى عدن وأجزاء أخرى من جنوب اليمن على أنها مناطق في المنطقة تؤكد فيها موسكو نفوذها بشكل طبيعي ويمكن أن تكون بمثابة قوة استقرار.لطالما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية حل “القضية الجنوبية” في اليمن كجزء أساسي من إنهاء الحرب الأهلية في البلاد. هذا التركيز يميز روسيا عن القوى العالمية الأخرى، مما يدل على درجة فريدة من تعاطف الكرملين مع الانفصاليين الجنوبيين في اليمن. وبالنظر إلى التوافق الوثيق بين مصالح أبو ظبي وموسكو عبر مختلف الصراعات الإقليمية، من السهل أن نرى لماذا ستكون روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي الأكثر انحيازا إلى الإمارات العربية المتحدة فيما يخص المجلس الانتقالي الجنوبي.ومع ذلك، هناك عدة عوامل قد تحد من قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على الاعتماد على روسيا. أولا، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى “الحياد الاستراتيجي” في اليمن، أبقت خطوط الاتصال مفتوحة مع جميع اللاعبين الرئيسيين في الصراع، وكذلك مع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران. وفي هذا السياق، يشير بعض مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي سرا إلى اعتقادهم بأن موسكو أصبحت مؤخرا أكثر ودية تجاه الحوثيين، وهو تطور إشكالي للجماعة الانفصالية الجنوبية. وثانيا، روسيا غارقة بشدة في أوكرانيا، مما يجعل اليمن ذات أولوية أقل بالنسبة للكرملين. “يمكن لروسيا أن تلعب ورقتها كراع سابق لجمهورية جنوبية، لكن بوتين حاليا قد أفرط في التوسع وليس لديه الكثير ليقدمه”، وفقا لما قاله الدكتور نبيل خوري، نائب رئيس البعثة السابق في السفارة الأمريكية في اليمن، لأمواج.ميديا.هناك عدة عوامل قد تحد من قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على الاعتماد على روسيا. أولا، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى “الحياد الاستراتيجي” في اليمن، أبقت خطوط الاتصال مفتوحة مع جميع اللاعبين الرئيسيين في الصراع، وكذلك مع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران.وقال التحليل إنه في ضوء اتفاق التطبيع الإيراني السعودي الذي توسطت فيه الصين في مارس 2023، و”إعلان بكين” الأخير حيث تعهدت الفصائل الفلسطينية بتشكيل حكومة وحدة وطنية، يمكن أن يصبح اليمن منطقة أخرى في المنطقة تسمح فيها الدبلوماسية الأمريكية المتعثرة للصينيين بملء الفراغ. وأقر الدكتور خوري بإمكانات بكين في هذا الصدد. غير انه شدد على أن الصين لا يزال أمامها “طريق طويل عليها أن تسلكه” قبل أن تثق بها القوى الرئيسية في المنطقة في جهود حل النزاع.ومن المرجح أن يتأثر نهج بكين وموسكو تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي بعلاقاتهما مع أبو ظبي والرياض ومختلف الجهات الفاعلة اليمنية. إن الكيفية التي يعزز بها المجلس الانتقالي الجنوبي سلطته ويترسخ في جنوب اليمن – لا سيما بطرق تخدم المصالح الصينية والروسية – ستكون حاسمة لصانعي القرار في بكين وموسكو. من الجدير بالذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يسيطر بعد على كل جنوب اليمن وهناك معارضة له من قبل الفصائل المحلية في أجزاء كثيرة من اليمن، بما في ذلك في اوساط الانفصاليين.وقالت سمر أحمد، ممثلة الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في الأمم المتحدة، لأمواج ميديا: “لدينا ارتباطات إيجابية مع الصين وروسيا ونواصل تعزيز وتقوية علاقتنا معهما لضمان عملية سلام شاملة تقودها الأمم المتحدة في اليمن”. واضافت بالقول: “يتمتع جنوب اليمن بعلاقة تاريخية مع بكين وموسكو ويواصل البناء على تلك العلاقة لتعزيز الاستقرار والأمن في اليمن وإيجاد حلول دبلوماسية للتحديات المعقدة التي تواجه البلاد”.من موقع أمواج ميديا ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول المجلس الانتقالي الجنوبي يكثف جهوده لتحقيق اعتراف دولي، يمكن الرجوع إلى موقع المشاهد نت عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.