شراكة إماراتية تعزز أمن الطاقة في عدن وتفتح آفاق الاستثمار

شراكة إماراتية تعزز أمن الطاقة في عدن وتفتح آفاق الاستثمار

يشهد الجنوب العربي، والعاصمة عدن على وجه الخصوص، تحولًا نوعيًا في قطاع الطاقة مع تدشين المرحلة الثانية من محطة عدن للطاقة الشمسية في منطقة بئر أحمد. هذا المشروع الضخم الذي دشنه اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وبحضور رئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك، وسعادة محمد حمد الزعابي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى بلادنا، ومحافظ العاصمة عدن، يمثل خطوة استراتيجية ستغير خريطة الطاقة في البلاد.

120 ميجاوات جديدة نحو استقرار كهربائي

المرحلة الثانية من المشروع ستضيف 120 ميجاوات جديدة إلى القدرة التشغيلية للمحطة، ليصل إجمالي الإنتاج المستهدف إلى 240 ميجاوات عند اكتماله في عام 2026. 

هذه الزيادة ليست مجرد أرقام، بل هي طاقة مستدامة تسهم بشكل مباشر في التخفيف من أزمة الانقطاعات المتكررة التي أنهكت حياة المواطنين لسنوات طويلة، خاصة في مواسم الصيف الحارة.

محطة الطاقة الشمسية في شبوة.. إنجاز إماراتي يعزز التنمية المستدامة

من عدن إلى شبوة.. الإمارات ترسخ ريادتها بدعم استراتيجي لقطاع الكهرباء

وبحسب تصريح  الزُبيدي، فإن تدشين هذه المرحلة يعكس التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بتحقيق نقلة نوعية في ملف الكهرباء، مشددًا على أن هذا المشروع ليس معزولًا عن خطط أوسع تشمل محافظات أخرى في الجنوب.

الدعم الإماراتي.. شراكة أخوية واستراتيجية

لم يكن هذا المشروع ليبصر النور لولا الدعم الإماراتي السخي والمستمر، الذي أكّد  الزُبيدي أنه يجري بإشراف مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد جاء هذا التدخل الإماراتي في وقت حاسم، ليعزز من قدرة الجنوب على مواجهة واحدة من أعقد الأزمات الخدمية التي استغلها أعداء الاستقرار كأداة لحرب الخدمات ضد المواطنين. ومع هذه المشاريع، تتراجع قدرة تلك القوى على إخضاع السكان عبر سياسة الإطفاء الممنهج.

تصريحات السفير الإماراتي: التزام راسخ تجاه الجنوب

من جانبه، أوضح السفير محمد الزعابي أن اعتماد المرحلة الثانية لمحطة عدن للطاقة الشمسية جاء بتوجيهات كريمة من قيادة دولة الإمارات، في تعبير صريح عن عمق العلاقة والشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والجنوب العربي. كما أشار إلى أن هذه الجهود تترجم حرص أبوظبي على دعم الاستقرار في اليمن، ليس فقط عبر المساعدات الإنسانية، بل من خلال استثمارات استراتيجية في مشاريع البنية التحتية.

دور القطاع الخاص.. رؤية نحو المستقبل

العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة جلوبال ساوث يوتيليتيز، السيد علي الشمّري، أكد أن المشروع في مرحلته الثانية سيتم إنجازه قبل حلول الصيف القادم. وأوضح أن الشركة مستمرة في جهودها لدعم قطاع الطاقة في البلاد، انطلاقًا من إيمانها بأن الطاقة هي العمود الفقري لأي تنمية اقتصادية أو اجتماعية.

هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعكس اتجاهًا جديدًا في إدارة ملفات البنية التحتية، حيث يصبح الاستثمار في الطاقة المتجددة جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لضمان استدامة الخدمات وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد.

أبعاد بيئية وتنموية

لا تتوقف أهمية المشروع عند كونه حلًا لأزمة الكهرباء فحسب، بل يتعداها إلى أبعاد بيئية وتنموية. فمن المقرر أن تولد المرحلة الثانية نحو 247 ألف ميجاوات/ساعة من الكهرباء سنويًا، تكفي لتزويد نحو 687 ألف منزل بالكهرباء.

كما ستسهم المحطة في خفض نحو 142 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل الانبعاثات الناتجة عن أكثر من 42 ألف سيارة. وعند اكتمال المرحلتين الأولى والثانية، سيصل إجمالي الانخفاض إلى 285 ألف طن، ما يجعل المشروع أحد أبرز المبادرات البيئية في المنطقة.

محطة عدن للطاقة الشمسية.. نموذج يُحتذى به

بتركيب أكثر من 194 ألف لوح شمسي في المرحلة الثانية، يؤسس هذا المشروع لبنية تحتية متكاملة تعزز من أمن الطاقة في اليمن، وتدعم خطط التحول نحو الطاقات النظيفة.

وفي ظل التغيرات المناخية العالمية، يُعد المشروع إضافة نوعية لمجهودات تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتخفيض فاتورة استيراده التي أنهكت الاقتصاد المحلي.

أبعاد سياسية واقتصادية

يحمل تدشين محطة عدن للطاقة الشمسية رسالة سياسية بليغة، مفادها أن الجنوب ماضٍ في مسار البناء والتنمية، بعيدًا عن الفوضى والتخريب. كما يعكس قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي وشركائه على تحويل التحديات إلى فرص، من خلال شراكات استراتيجية مع الإمارات التي لم تتوقف عن دعم الجنوب في مختلف المجالات.

اقتصاديًا، يفتح المشروع الباب أمام استثمارات إضافية في مجال الطاقة المتجددة، ويحفّز على خلق فرص عمل جديدة في مجالات البناء، التشغيل، والصيانة، بما ينعكس إيجابًا على حياة آلاف الأسر.

عدن على طريق الاستقرار

مع اكتمال المرحلة الثانية من المحطة، ستتمكن العاصمة عدن من مواجهة صيف 2025 بقدرة كهربائية أكبر، ما يضع حدًا لمعاناة طال أمدها، ويعزز من بيئة الأعمال والاستثمار. هذا التحول يجعل من عدن نموذجًا يُحتذى به في الاعتماد على الطاقة النظيفة، ويمثل بارقة أمل لشعوب المنطقة بأن الحلول المستدامة ممكنة حين تتوافر الإرادة السياسية والدعم الصادق.

إن تدشين المرحلة الثانية من محطة عدن للطاقة الشمسية ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو مشروع استراتيجي يعكس التحام الإرادة الجنوبية بالدعم الإماراتي، من أجل بناء مستقبل قائم على الاستقرار والتنمية المستدامة. فهو مشروع يضيء حياة المواطنين، ويحمي البيئة، ويفتح الأبواب أمام اقتصاد أكثر قوة واستقلالية.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

مشروع الطاقة الشمسية في شبوة يضيء المدارس والمستشفيات ويحفز الاقتصاد المحلي

محطة شبوة للطاقة الشمسية: توفير الكهرباء النظيفة لأكثر من 330 ألف منزل

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول شراكة إماراتية تعزز أمن الطاقة في عدن وتفتح آفاق الاستثمار، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.