مصر تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين خلال استقبال رئيس سنغافورة

في مؤتمر صحفي مشترك عقد اليوم السبت في قصر الاتحادية بالقاهرة، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأكيده على الموقف الثابت للدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر ترفض بشكل قاطع تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وترفض أي محاولات لفرض حلول تنتقص من حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي نظيره ثارمان شانموجار أتنام، رئيس جمهورية سنغافورة، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين، والتشاور بشأن الملفات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الحرب على غزة.
رفض مصري قاطع لمحاولات التهجير
أكد الرئيس السيسي أن مصر ستظل تدافع عن الحقوق الفلسطينية، وأن أي حلول تستند إلى التهجير أو التوطين خارج الأراضي الفلسطينية مرفوضة جملة وتفصيلًا، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ليس وليد اللحظة، بل هو جزء أصيل من ثوابت السياسة المصرية التي دعمت الحقوق الفلسطينية منذ عقود.
وشدد السيسي على أن التعامل مع القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم بمعزل عن جذور المشكلة، والمتمثلة في استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية. وأوضح أن الحل العادل والشامل لن يتحقق إلا عبر تسوية سياسية تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على أرضها، وفق قرارات الشرعية الدولية.
جهود مصرية متواصلة لوقف الحرب على غزة
تطرق الرئيس المصري خلال المؤتمر الصحفي إلى الجهود المكثفة التي تبذلها القاهرة منذ اندلاع الحرب في غزة، موضحًا أن مصر تتحرك على المستويين السياسي والإنساني لوقف نزيف الدم الفلسطيني، والتوصل إلى هدنة شاملة تفتح الباب أمام مسار سياسي جديد.
وأضاف السيسي أن مصر تبذل جهودًا كبيرة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدًا أن المعابر المصرية كانت وستظل شريان الحياة لأهالي غزة، وأن القاهرة لن تتوانى عن دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الكارثة الإنسانية التي يمر بها.
وأشار إلى أن الجانب المصري يعمل مع الأطراف الدولية الفاعلة للضغط على الاحتلال من أجل وقف العدوان ورفع الحصار، مع التحذير من أن استمرار الأوضاع الحالية يهدد بانفجار إقليمي واسع.
توافق مصري – سنغافوري حول غزة
من جانبه، أعرب رئيس سنغافورة عن تقديره للدور المصري المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أنه وجد توافقًا كبيرًا مع رؤية الرئيس السيسي فيما يتعلق بضرورة وضع حد لما يحدث في غزة.
وأوضح الرئيس السنغافوري أن بلاده تساند كل الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وتؤمن بأن الحل العادل يقوم على احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. كما أشاد بموقف القاهرة الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذا الموقف يعكس مكانة مصر التاريخية كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط.
قصر الاتحادية يستضيف مباحثات ثنائية
وعلى هامش المؤتمر الصحفي، عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية موسعة، شملت بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين القاهرة وسنغافورة.
وأكد السيسي أن مصر تسعى للاستفادة من التجربة السنغافورية الرائدة في مجالات التكنولوجيا والتعليم وإدارة الموانئ، موضحًا أن التعاون مع سنغافورة يمثل إضافة مهمة لمشروعات التنمية الجارية في مصر.
بدوره، أبدى رئيس سنغافورة اهتمامًا بتوسيع استثمارات بلاده في مصر، مشيرًا إلى أن السوق المصرية تُعد من أبرز الوجهات الواعدة في الشرق الأوسط، خاصة مع ما تتمتع به من موقع استراتيجي وإمكانات بشرية كبيرة.
الموقف المصري ودوره الإقليمي
أعاد السيسي التأكيد خلال كلمته أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، وأن القاهرة ستظل في مقدمة الدول المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني. كما حذر من خطورة استمرار العمليات العسكرية في غزة، التي لا تؤدي إلا إلى زيادة العنف والتوتر وتهديد الأمن الإقليمي.
وشدد الرئيس المصري على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الوحيد القادر على إنهاء دائرة الصراع المستمرة منذ عقود، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والضغط من أجل إطلاق عملية سلام جادة تفضي إلى حل الدولتين.
رسائل واضحة من القاهرة إلى العالم
حملت تصريحات السيسي عدة رسائل واضحة للمجتمع الدولي:
رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو فرض حلول على حساب أرضهم وحقوقهم.
التزام القاهرة بمواصلة جهودها الإنسانية والسياسية لإنهاء الحرب على غزة.
دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه.
التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كمدخل رئيسي لحل أزمات الشرق الأوسط.
مصر بين السياسة والإنسانية
لا يقتصر الدور المصري على التحركات السياسية فحسب، بل يمتد إلى الجانب الإنساني أيضًا، حيث تواصل القاهرة استقبال الجرحى من قطاع غزة عبر معبر رفح، وتقديم الدعم الطبي والإغاثي لهم. كما تنسق مع المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى المدنيين المحاصرين.
ويؤكد هذا الدور أن مصر ليست مجرد وسيط سياسي، بل هي شريك إنساني حقيقي للشعب الفلسطيني، وهو ما يميز موقفها عن غيرها من الأطراف.
بهذا الموقف الحازم الذي عبّر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه مع نظيره السنغافوري، تعلن مصر مجددًا أنها لن تقبل أي مساس بالحقوق الفلسطينية، وأنها ماضية في دعم غزة سياسيًا وإنسانيًا.
ويظل الموقف المصري ركيزة أساسية في الجهود الدولية لإنهاء الحرب، ورسالة واضحة بأن الحل العادل والشامل يبدأ من الاعتراف بحق الفلسطينيين في أرضهم، ورفض أي مشاريع للتهجير أو التوطين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول مصر تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين خلال استقبال رئيس سنغافورة، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.