عدن تودع المناضل أديب محمد صالح العيسي في موكب جنائزي مهيب

في مشهد مؤثر وموكب جنائزي مهيب، شيّعت العاصمة عدن السبت جثمان المناضل البارز أديب محمد صالح العيسي، إلى مثواه الأخير، وسط حضور واسع من القيادات السياسية والعسكرية، والمسؤولين، والشخصيات الاجتماعية والثقافية، وحشود كبيرة من أبناء الجنوب الذين حرصوا على توديع الفقيد الذي ارتبط اسمه بمسيرة النضال الوطني.

حضور رسمي وشعبي واسع

شهدت مراسم التشييع مشاركة لافتة من مختلف فئات المجتمع، حيث اجتمع حول نعش الفقيد المئات من المشيعين الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدان شخصية كان لها حضور بارز في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية.

وأكد الحاضرون أن رحيل العيسي يمثل خسارة جسيمة لعدن والجنوب على وجه الخصوص، وللوطن بشكل عام، مشيرين إلى أن إرثه النضالي سيظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال القادمة.

إشادة بمسيرة حافلة بالنضال

أشاد المشاركون في التشييع بمناقب الفقيد، مؤكدين أنه كان من أوائل من تصدوا للأحداث التي شهدتها عدن عام 2015، حيث تحمّل الكثير من المسؤوليات في ظروف صعبة ومعقدة.

ويُعد الراحل من أبرز الشخصيات الجنوبية التي كرّست حياتها في خدمة الوطن، ودافعت بإخلاص عن قضايا الشعب، وساهمت في ترسيخ الهوية الجنوبية وصون كرامة أبنائها.

الثبات على المبدأ والوفاء للقضية

امتاز المناضل محمد صالح العيسي بثباته على المبدأ، وإيمانه العميق بأن الحرية لا تتحقق إلا بالتضحيات. فقد جسّد في حياته معاني الوطنية والوفاء، وتحول إلى مدرسة نضالية حقيقية ألهَمت أجيالًا كاملة من أبناء الجنوب.

وكان يؤمن بأن الاستقلال والكرامة لا يُمكن أن يأتيا إلا بالصبر والعمل المستمر، وهو ما جعله مثالًا يُحتذى به لكل المناضلين.

تشييع يليق بتاريخ الفقيد

لم يكن وداع العيسي عاديًا، بل تحولت لحظة التشييع إلى حدث استثنائي، جسّد وفاء الشعب الجنوبي لرموزه. فقد توافدت الشخصيات الرسمية والشعبية إلى عدن لتشارك الأسرة والعائلة هذه اللحظة، مؤكدة أن مكانة الفقيد في قلوب الناس لا يمكن أن تزول.

وقد عكس الحضور الكثيف رسالة واضحة للعالم مفادها أن الجنوب لا ينسى رجاله، وأن أبطال النضال سيبقون خالدين في ذاكرة الأمة مهما تغيرت الظروف السياسية.

رمزية الوداع ورسالة الأجيال

تحولت مراسم التشييع إلى ما يشبه الاستفتاء الشعبي على مكانة العيسي، إذ أكد الحاضرون أن وفاء الأجيال للرموز هو جزء أصيل من ثقافة المجتمع الجنوبي.

فالجنوب، كما عبر المشيعون، يردّ الجميل لأبنائه المخلصين الذين أفنوا أعمارهم دفاعًا عن الأرض والإنسان، مؤكدين أن مسيرة العيسي لم تنتهِ برحيله، بل تحولت إلى مشعل ينير الطريق أمام الساعين لتثبيت الحقوق المشروعة.

العيسي.. سيرة نضالية حافلة

وُلد المناضل أديب محمد صالح العيسي ونشأ في بيئة جنوبية مشبعة بروح الوطنية، فكان منذ بداياته منخرطًا في القضايا الوطنية الكبرى. ومع مرور السنوات، أصبح اسمه مرتبطًا بمحطات مفصلية في تاريخ الجنوب.

خلال أحداث 2015 في عدن، لعب العيسي دورًا بارزًا في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، ما عزز صورته كأحد أبرز الوجوه النضالية في تلك المرحلة الحرجة.

أثر باقٍ في ذاكرة الجنوب

برحيل العيسي، خسر الجنوب أحد أبرز رجالاته، لكن إرثه النضالي سيبقى حاضرًا في الوجدان. فقد ترك بصمة واضحة في مسيرة النضال، وأثبت أن الوطنية لا تُقاس بالكلمات، بل بالفعل والتضحية.

ويجمع المراقبون على أن فقدان العيسي يترك فراغًا يصعب ملؤه، لكنه في الوقت نفسه يمنح الأجيال دافعًا لمواصلة طريق النضال حتى تحقيق تطلعات الشعب في الحرية والكرامة.

مراسم عزاء جامعة

إلى جانب التشييع، شهدت العاصمة عدن إقامة مجالس عزاء جامعة حضرها سياسيون وعسكريون وقيادات مجتمعية، حيث تم التأكيد على مكانة العيسي في تاريخ الجنوب.

وأجمع المتحدثون على أن الوفاء للفقيد يعني الوفاء للمبادئ التي ناضل من أجلها، وأن الأمانة التي تركها بين أيدي أبناء الجنوب تفرض عليهم مسؤولية مواصلة المشوار حتى تحقيق أهداف الشعب.

الجنوب يودع رمزًا ويجدد العهد

في ختام مراسم التشييع والعزاء، ارتفعت أصوات الحاضرين بتجديد العهد للفقيد الراحل على مواصلة السير في الطريق الذي اختطه، طريق الكفاح والإصرار على الحقوق الجنوبية المشروعة.

وأكد المشاركون أن دماء وتضحيات الأبطال ستظل حافزًا للأجيال، وأن رحيل العيسي ليس نهاية، بل بداية لمرحلة جديدة من العمل الوطني، عنوانها الوفاء والإصرار على الحرية.

رحيل المناضل أديب محمد صالح العيسي شكّل محطة حزينة في تاريخ الجنوب، لكنه في الوقت ذاته أظهر حجم الحب والوفاء الذي يحمله أبناء عدن والجنوب لأبنائهم المخلصين.

لقد كان وداع العيسي رسالة قوية بأن الأوطان تُبنى على سواعد رجال أوفياء، وأن ذكراهم تبقى خالدة في القلوب والعقول، لتلهم الأجيال نحو مستقبل أكثر حرية وكرامة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول عدن تودع المناضل أديب محمد صالح العيسي في موكب جنائزي مهيب، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.