وفاة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة

وفاة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة

أعلنت المملكة العربية السعودية صباح الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، الموافق 1 ربيع الآخر 1447هـ، وفاة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بعد مسيرة طويلة حافلة بالعلم والإفتاء وقد ترك الشيخ عبدالعزيز إرثًا علميًا ودعويًا كبيرًا، جعل اسمه حاضرًا في الذاكرة الإسلامية على المستويين المحلي والدولي.

وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن تُقام صلاة الغائب على الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وجميع مساجد المملكة بعد صلاة العصر هذا اليوم، تكريمًا لمسيرته العلمية والدعوية البارزة.

ولادة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ونشأته

وُلد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في مكة المكرمة يوم الأربعاء 6 صفر 1362هـ (10 فبراير 1943م). نشأ يتيم الأب بعد وفاته وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، مما زاد من عزيمته على طلب العلم وحفظ القرآن الكريم في صغره، وقد أتم حفظ القرآن عام 1373هـ على يد الشيخ محمد بن سنان.

تنتمي أسرة الشيخ آل مشرف إلى ذرية الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ما أكسبه إرثًا علميًا ودينيًا غنيًا، وكان لذلك تأثير كبير في مسيرته التعليمية والدعوية.

المسيرة العلمية والوظيفية

البداية الأكاديمية

بدأ الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مسيرته العملية مدرسًا في معهد إمام الدعوة العلمي عام 1384هـ، ليضع أولى خطواته في نقل العلم الشرعي للأجيال. وبعد خمس سنوات، تولى الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بالرياض عام 1389هـ، حيث بدأ في ممارسة الدعوة العامة والتأثير على المجتمع من خلال الخطب الدينية.

الإمامة والخطابة في الحج وعرفة

واصل الشيخ مسيرته الأكاديمية أستاذًا في كلية الشريعة، حتى عُين إمامًا وخطيبًا بمسجد نمرة بعرفة عام 1402هـ، واستمر في خطبة عرفة لمدة 35 عامًا متواصلة (1982–2015)، ليصبح بذلك أطول خطيب يقف على منبر عرفة في تاريخ المسلمين.

الانضمام إلى هيئة كبار العلماء

في عام 1407هـ، انضم الشيخ آل الشيخ إلى هيئة كبار العلماء، ثم عُين عضوًا متفرغًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عام 1412هـ، ليشارك في الإشراف على القضايا الشرعية الكبرى، والإفتاء في مختلف المسائل الدينية.

توليه منصب المفتي العام

عُين إمامًا وخطيبًا لجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض في شوال 1412هـ، ومن ثم صدر أمر ملكي عام 1416هـ بتعيينه نائبًا للمفتي العام. وأخيرًا، في 29 محرم 1420هـ (1999م)، كُلف بمنصب المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء خلفًا للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، ليصبح بذلك المسؤول الأعلى عن الإفتاء في المملكة، والقائد الفكري والديني لأكثر من أربعة عقود.

الحضور العلمي والدعوي

امتلك الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حضورًا بارزًا في المحافل العلمية والندوات المحلية والدولية، وكان ضيفًا دائمًا في البرامج الدينية عبر الإذاعة والتلفاز السعودي، حيث ساهم في نشر الوعي الديني وتوضيح الأحكام الشرعية للمواطنين والمقيمين في المملكة.

كما لعب الشيخ دورًا محوريًا في الإشراف على الإفتاء والقضايا الشرعية الكبرى، وشارك في صياغة العديد من الفتاوى الرسمية، مؤكدًا أهمية الالتزام بالشريعة الإسلامية في الحياة اليومية للمجتمع السعودي.

إنجازات وسمات الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

تميز الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بالعديد من السمات والإنجازات خلال مسيرته، من بينها:

العلم الشرعي الراسخ: إذ جمع بين حفظ القرآن الكريم والاطلاع الواسع على علوم الشريعة.

الإفتاء والتوجيه: إدارة شؤون الإفتاء في المملكة بما يضمن تطبيق الأحكام الشرعية بدقة وموضوعية.

الخطب الدعوية: خطبة عرفة لمدة 35 عامًا، وجعلها محطة لتوجيه الحجاج والمصلين.

الاستشارات الدينية: الإشراف على القضايا الشرعية في الحكومة السعودية والجهات التعليمية والدينية.

المشاركة الإعلامية: توصيل العلم الشرعي للمواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة، مما جعله قريبًا من المجتمع السعودي.

أثر وفاة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

رحيل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يُعد فقدًا كبيرًا للمملكة العربية السعودية وللعالم الإسلامي، حيث خسر المجتمع الإسلامي أحد أبرز علماء العصر الحديث. ويعكس هذا الحدث أهمية الدور الذي لعبه الشيخ في الحفاظ على الهوية الدينية والتوجيه الروحي للأمة.

أصدر خادم الحرمين الشريفين تعليماته بإقامة صلاة الغائب في المسجد الحرام والمسجد النبوي وجميع مساجد المملكة، وهو تعبير عن تقدير المملكة لمسيرته الطويلة ودوره الكبير في خدمة الإسلام والمسلمين.

إرث الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

يترك الشيخ إرثًا علميًا ودعويًا ضخمًا، يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

الفتاوى الرسمية: التي ساعدت على توجيه المجتمع السعودي نحو الالتزام بالشريعة.

خطبة عرفة: التي استمرت لعقود، وكان لها تأثير كبير على الحجاج والمصلين.

التعليم والتدريس: المساهمة في إعداد أجيال من العلماء والدعاة.

الإشراف على هيئة كبار العلماء: بما يضمن التزام المملكة بالتوجيهات الدينية الصحيحة.

رحيل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يشكل فصلًا مهمًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث خدم الأمة الإسلامية بأكثر من طريقة: عبر العلم، الدعوة، الإفتاء، والتعليم. مسيرته الطويلة وحضوره المؤثر في المحافل العلمية والدينية تركت إرثًا سيظل حاضرًا في الذاكرة الإسلامية للأجيال القادمة.

وتبقى وصيته العلمية والأخلاقية درسًا للأجيال المقبلة حول أهمية العلم والدعوة والالتزام بالقيم الدينية، مؤكدًا أن السعي في خدمة الدين والوطن هو رسالة مستمرة تتجاوز حدود الحياة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول وفاة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.