الأحمر: تسليم الدولة للحوثيين نتيجة التنافس الشخصي وقصر النظر

قال نائب الرئيس اليمني السابق الفريق الركن علي "محسن الأحمر"، الخميس 25 سبتمبر/ أيلول 2025م، إن "التنافس غير المبدئي والرغبات الشخصية وقصر النظر لعبت دوراً كبيراً في تسليم الدولة على طبق من ذهب" لجماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب.
وأكد الفريق "الأحمر" في تدوينة له على "إكس" بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر، رصدها "بران برس"، أن "رأس مال اليمن والجمهورية ووحدتها يكمن في وحدة صف اليمنيين وتسامحهم وتجاوزهم للصغائر والخلافات، والعمل على ردم الفجوات من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية".
وأضاف "الأحمر": "نؤكد حقيقةً مؤكدةً أيضاً، أن المعايير المادية والعسكرية أبداً ما كانت هي الفيصل أو العامل الرئيسي في النصر، والمحاولتان الإماميتان لإسقاط العاصمة صنعاء أبرزُ دليلٍ على هذه الحقيقة الثابتة".
وأشار إلى أن "أبطال السبعين بترفعهم عن الصغائر وبعزيمتهم وإرادتهم الصلبة، من جيش وأمن وطلاب وعمال ومقاومة شعبية لا تتعدى جميعها أربعة آلاف فدائي ومقاتل جمهوري يفتقدون لأي منفذ للدعم والتعزيز، كسروا جيشاً جراراً من عشرات الألوف من المرتزقة والمجندين الإماميين المزوّدين بأحدث العتاد والأسلحة".
وأردف: "على النقيض من ذلك تماماً، في العام 2014م، إذ كانت الميليشيا الحوثية الإمامية لا تتعدّى بضعة ألوف، في حين تتكدس داخل العاصمة المعسكرات والوحدات ومقرات الأمن، وبعشرات الألوف من الضباط والجنود الصادقين المخلصين، الأشاوس الذين لم يفقدوا البوصلة الوطنية يوماً ما، وإنما انتظروا وافتقدوا لوحدة الكلمة وللقرار القيادي الشجاع الذي ضاع في يومٍ مفصلي من مسيرتهم العسكرية ومن تاريخ اليمن الحديث".
وقال: "لقد كان للتنافس اللامبدأي واللامنطقي وللرغبات الشخصية وقصْر النظر دورٌ في إسقاط الأهداف الكبرى أمام حثالة لا تعد بقوة، فسُلّمت الدولة على طبق من ذهب لهذه الفئة التي شرب الناس إلى اليوم كأس المنون على يدها".
ولفت الفرق الأحمر، إلى أن وحداتٌ رمزية متبقية من الفرقة الأولى مدرع بقيت وحدها مع مجموعة من المتطوعين الصادقين في مواجهة الجولة والهجمة الإمامية الأخيرة، وسط حملات واستهداف من مختلف الأطراف والجهات.
ولفت إلى أن تاريخ سقوط الفرقة في الـ 21 من سبتمبر 2014م "عُدّ سقوطاً لعاصمة اليمن ودولته المركزيّة، ويوم نكبةٍ حلّت على الوطن وشعبه. ذلك أن الفرقة المدرعة الأولى ظلت طوال دهرها صمام أمان للوطن بأسره، وحارساً أميناً لهيكل الدولة، وعموداً للمؤسسة العسكرية، ودرعاً وحصناً للجمهورية، لم تهادن يوماً قوى الإمامة ولم تفرّط في أيٍ من مكاسب الجمهورية".
وأضاف أنه بذل جهوداً مخلصة حتى اللحظة الأخيرة لإعادة التنسيق بين القوى المؤثرة، تأسياً بأبطال السبعين يوماً، لكن المهادنة والانجرار وراء أوهام الاتفاقات مع "عدو متربص" أجهضت تلك المساعي.
وأضاف: "في ذلك الوقت الحرج بذلنا جهداً صادقاً ومخلصاً حتى آخر لحظةٍ من أمل، في محاولة منا لعودة التلاحم والتنسيق بين أصحاب القرار والقوى الحية والمؤثرة، تأسّياً بأبطال السبعين يوماً، بهدف إدراك ما فات. وظللنا باستعدادنا العسكري وهيئتنا وجاهزيتنا الكاملة من أجل العودة".
واستدرك الفريق الأحمر حديثه بالقول: "إلا أن المهادنة من قبل الجميع كانت هي الرغبة السائدة، ففضلوا الارتهان لسرابٍ من الوعود والأوهام، وانجرّوا لاتفاق شكلي مع عدوٍ متربص كاذبٍ لا يرقب في يمنيٍ إلّاً ولا ذمة".
وأردف: "حين انقطعت كل الآمال، وتبددت خيارات توحيد الجهود، كان أن اتخذنا قرار انحيازنا إلى فئة، وغادرنا مهبط دار الرئاسة على متن طائرة عسكرية صبيحة الـ22 من سبتمبر 2014م، انحيازاً إلى فئة وإلى جار شقيق، إلى السعودية وقيادتها النجيبة ورجالها الأوفياء"، مرفقاً تدوينته بصورة للحظة مغادرته على متن الطائرة السعودية.
ولفت إلى أنه غادر "ليبقى هدف التحرير واستعادة الدولة همّاً كان ولا يزال وسيظل يحمله كل أبناء اليمن بين جنباتهم، بالتحامهم وتناسيهم للتباينات الطفيفة، مستلهمين دروس ملحمة السبعين يوماً، ويحمل هذا الهمَّ معهم أشقاءهم الأوفياء، حتى تحقيق النصر وعودة يمنُ الحكمة والإيمان، يمناً جمهورياً، نابذاً “ولاية الفقيه” وطارداً مشروع الخراب الفارسي وأدواته الطائفية".
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول الأحمر: تسليم الدولة للحوثيين نتيجة التنافس الشخصي وقصر النظر، يمكن الرجوع إلى موقع بران برس عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.