وفاة سيدة في دار مسنين بالمعادي: إهمال ورعاية غير إنسانية تكشف تفاصيل مأساوية

قبل أيام قليلة خضعت أم لعملية جراحية بسيطة، ورغم ذلك احتاجت لرعاية طبية خاصة لا يقدر عليها ابنها الوحيد محمد، الذي كرّس حياته لخدمتها، فقررت الحاجة منى أن تقضي بقية حياتها في دار مسنين، ظانة أنها ستحظى برعاية رحيمة وونس مع الأخريات من نفس عمرها.
دار مسنين الأمل للنقاهة ورعاية المسنين
لم تسر الحياة على هوى منى، فكشفت جيلان، أحد أفراد أسرتها لـ"تليجراف مصر"، أن آخر أيام السيدة قضتها في عذاب وإهمال أدى إلى وفاتها في النهاية، إذ اختار الابن دارا تًدعى "دار مسنين الأمل للنقاهة ورعاية المسنين" بالمعادي لتكون هي آخر محطة في حياة والدته.
تقول جيلان إن سيارة الإسعاف أوصلت الحاجة منى إلى الدار، بمجرد دخولها سمع الابن المسؤولة توصي المسعفين: "لو جبتولي حالات زي دي ليكوا عندي عمولة على كل حالة".
50 ألف جنيه
طلبت مسؤولة الدار من الابن مبلغ قرابة الـ 50 ألف جنيه، وكذلك قطع الاتصال مع أمه، بحجة التعلق المرضي به، متابعة: "قالتله أمك متعلقة بيك لازم متزورهاش فترة، ممكن تكلمها فيديو".
وتضيف جيلان أن الأسرة بالكامل تعجبت من طلب المسؤولة، لكن في النهاية ترك محمد والدته هناك، وترك معها ما تحتاجه من أكل وشُرب، ومرّ فقط على وجود الأم بالدار يوم ونصف.
محمد هاتف والدته، وتفاجأ بخوفها الشديد ورعبها من المكان، بجانب إرسال مقاطع فيديو لها وهي شبه عارية في سريرها، وعلى الفور ذهب إلى الدار بالمعادي وقرر أخذها من هناك.
"يابني أنا مش كويسة مشيني من هنا بسرعة أنا خايفة".. هذه العبارة كانت الأخيرة للحاجة منى، فكانت في حالة مزرية، وكشفت لنجلها أنها تتعرض للتعذيب والإهمال والتقييد في سريرها بالحبال، بالإضافة إلى منوم وحقن شرجية سببت لها الجفاف.
وتابعت جيلان: "قالتله قبل ما تتوفى إنها اتضربت على بقها وعينيها.. وإنها كمان بتتقرص عشان لما حد يكلمها تقول إنها كويسة.. لما واجه المسؤولة بالكلام ده قالتله معندكش دليل وكل اللي هنا أفارقة ومفيش كاميرات تثبت كلامك".
بعد مشاجرة طويلة في الدار، هرع الابن بوالدته إلى المستشفى، وكانت قد تدهورت حالتها الصحية تماما، وقالت جيلان: "بسبب البرد كان البلغم كتير جدا على صدرها.. وكانت داخلة تعمل شق حنجري، بجانب الجفاف الشديد"، وصل الأمر بالحاجة منى إلى حاجتها لجلسة غسيل كلى ولكنها دخلت في غيبوبة سريعة، ثم وافتها المنية بعد ساعات من دخولها المستشفى.
إغلاق الدار
وعلمت “تليجراف مصر” بأن وزارة التضامن الاجتماعي، أصدرت قرارًا بإغلاق دور رعاية المسنين بمنطقة المعادي "دار مسنين الأمل للنقاهة ورعاية المسنين".
وقال مصدر لـ"تليجراف مصر" إن الدار غير مرخصة وصدر لها قرار بالغلق، ولا تتبع وزارة التضامن الاجتماعي، لكن عندما يتم ضبط دار رعاية تمارس أعمال عنف مع المسنيين، يتم التحقيق من الواقعة أولًا، لبحث سبل صدور قرار الغلق، وأوضح أن جهات تنفيذ قرار غلق الدار، تتمثل في إدارة الحي.
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول وفاة سيدة في دار مسنين بالمعادي: إهمال ورعاية غير إنسانية تكشف تفاصيل مأساوية، يمكن الرجوع إلى موقع تليجراف مصر عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.