رحيل محمد طاهر إيلا: آخر رئيس وزراء في عهد البشير يترك فراغًا في السياسة السودانية

رحيل محمد طاهر إيلا: آخر رئيس وزراء في عهد البشير يترك فراغًا في السياسة السودانية

توفي الدكتور محمد طاهر إيلا، أحد أبرز الشخصيات السياسية في السودان، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 72 عامًا.

 ويُعد إيلا آخر من تولى منصب رئيس وزراء السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير، حيث شغل هذا المنصب في الفترة من فبراير إلى أبريل 2019، في مرحلة سياسية حساسة شهدت تحولات كبيرة في البلاد. ويترك رحيله فراغًا في المشهد السياسي السوداني، بعدما تميزت مسيرته بالتنوع في المناصب والمسؤوليات التنفيذية على مدار عقود.

مسيرة تنفيذية غنية بالمناصب

امتدت المسيرة التنفيذية لمحمد طاهر إيلا على مدار سنوات طويلة، إذ شغل مناصب حيوية، أبرزها رئاسة الوزراء في فترة ما قبل سقوط نظام البشير، حيث كان آخر من تقلد المنصب قبل التغيرات السياسية الكبرى في السودان. كما تولى ولاية الجزيرة منذ عام 2015، وهي ولاية شهدت تحديات اقتصادية وتنموية كبيرة، كما شغل منصب والي البحر الأحمر لمدة عشر سنوات، حيث أدار شؤون الإقليم الساحلي وركز على تطوير البنية التحتية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وفي وقت لاحق، عُين إيلا وزيرًا للطرق والجسور، ليضيف هذا المنصب إلى قائمة مناصبه التنفيذية المتميزة، ويرتبط اسمه بعدد من المشاريع التنموية الحيوية التي ساهمت في تعزيز البنية التحتية والخدمات العامة في السودان.

خلفية أكاديمية رصينة

ولد محمد طاهر إيلا في مدينة جبيت بولاية البحر الأحمر شرق السودان عام 1951، وينتمي إلى قبيلة الهدندوة، إحدى المكونات القبلية البارزة في المنطقة. تلقى تعليمه الجامعي في جامعة الخرطوم حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد، قبل أن يتابع دراسته العليا في المملكة المتحدة، حيث نال درجة الماجستير من جامعة كارديف.

ومنحت هذه الخلفية الأكاديمية إيلا أدوات تحليلية وإدارية متقدمة، ساعدته على إدارة الملفات الاقتصادية والتنموية بفاعلية أثناء توليه مناصب عليا في الحكومة، سواء على مستوى الولايات أو الوزارات الاتحادية.

خبرة واسعة في العمل الحكومي

امتدت خبرة محمد طاهر إيلا إلى عدة وزارات اتحادية، بما في ذلك وزارة التجارة الخارجية، النقل، والاتصالات، ما أكسبه خبرة واسعة في الجوانب الاقتصادية والإدارية للدولة.

خلال فترة توليه ولاية البحر الأحمر، ركز على تطوير البنية التحتية وتعزيز النشاط الاقتصادي في الموانئ والمناطق الساحلية. كما ارتبط اسمه بعدد من المشاريع التنموية التي هدفت إلى تحسين الخدمات العامة والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين في الإقليم، وهو ما أكسبه احترامًا واسعًا في الأوساط الإدارية والسياسية.

حضور سياسي بارز

عرف إيلا بكونه شخصية قيادية بارزة ضمن الحركة الإسلامية السودانية، حيث لعب دورًا فاعلًا في الحياة السياسية خلال العقود الماضية. وحظي بحضور قوي في مواقع صنع القرار على المستويين المحلي والاتحادي، ما جعله أحد الأسماء المؤثرة في تركيبة النظام السابق.

رغم الجدل الذي صاحب بعض فترات حكمه، إلا أن إيلا احتفظ بمكانة خاصة في الذاكرة السياسية السودانية، بوصفه رمزًا للإدارة والتنمية، ومرجعًا في الملفات الاقتصادية والتنموية على المستويين الإقليمي والوطني.

الإرث التنفيذي لمحمد طاهر إيلا

تركت تجربة محمد طاهر إيلا في المناصب التنفيذية أثرًا ملموسًا على المشهد التنموي في السودان. فقد اشتهر بقدرته على إدارة الأزمات الاقتصادية وتحقيق مشاريع تطويرية بارزة في الولايات التي تولى إدارتها، بالإضافة إلى مساهماته في وضع سياسات للنقل والبنية التحتية والموانئ.

ويمثل رحيله نهاية حقبة طويلة من العمل السياسي والتنفيذي، حيث جمع بين الخبرة الإدارية والسياسية، وساهم في تصميم وتنفيذ مشاريع كبرى أثرت على الاقتصاد والتنمية الإقليمية.

تقييم دور إيلا في السياسة السودانية

على الرغم من الانتقادات التي وجهت إلى بعض سياساته أو قراراته، يُنظر إلى محمد طاهر إيلا باعتباره أحد قادة الإدارة والتنمية في السودان، حيث ساهم في تعزيز دور الدولة في تقديم الخدمات العامة وتطوير البنية التحتية.

كما لعب إيلا دورًا في ربط السلطات المحلية بمراكز صنع القرار في الخرطوم، مما أتاح له الإشراف على مشاريع استراتيجية تهم الاقتصاد الوطني، مثل تطوير الموانئ وتعزيز الطرق والجسور التي تربط مختلف الولايات السودانية.

وفاة إيلا وتداعياتها على المشهد السياسي

وفاة محمد طاهر إيلا تمثل نهاية لمسيرة امتدت لعقود في العمل العام، وشغل خلالها مناصب متعددة أضافت إلى خبرته ومكانته السياسية. ورغم رحيله، يظل إرثه التنفيذي والسياسي حاضرًا في العديد من المشاريع التنموية، ويُذكر باسم الرجل الذي جمع بين الإدارة والتنمية والخبرة السياسية في مرحلة حساسة من تاريخ السودان الحديث.

خلال مسيرته الطويلة، جمع محمد طاهر إيلا بين المناصب التنفيذية والسياسية والأكاديمية، مما جعله شخصية محورية في المشهد السوداني. من رئاسة الوزراء إلى ولاية الجزيرة والبحر الأحمر، ومن وزارات النقل والطرق والجسور إلى المشاريع التنموية، قدم إيلا نموذجًا للقيادة الإدارية والتنفيذية. ورحيله يشكل خسارة كبيرة للساحة السياسية السودانية، لكنه يترك إرثًا من الإنجازات والخبرات التي ستظل محل تقدير وإشادة من كافة الأوساط.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول رحيل محمد طاهر إيلا: آخر رئيس وزراء في عهد البشير يترك فراغًا في السياسة السودانية، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.