لقاء مؤثر يجمع أبطال حرب أكتوبر بعد 52 عامًا من الفراق

وجهان غيّر الزمن ملامحهما، لكن بريقهما لا يزال ذاته، رغم مرور 52 عامًا على حرب أكتوبر التي جمعتهما سويًا وحققا حلم عاشه الوطن لاسترداد أرضه، من مخالب عدو باطش.
في يوم السادس من أكتوبر عام 1973، كان السيد سليمان، وصديقه مصطفى السيد شابين جمعهما دخان المعارك وصوت المدافع وكذلك موت الأحبة، يحملان على أكتافهما حلم الوطن في مواجهة الخوف والموت الممزوجين بالإيمان والأمل، واليوم التقيا مرة أخرى.
السيد سليمان ابن سوهاج
السيد سليمان ابن قرية عنيبس في سوهاج، لم يكتف بضرب المثل في البطولة بحرب أكتوبر المجيدة، بل أيضًا في الوفاء الذي يعيش لسنوات مهما طالت، عندما اشتد عليه المرض حتى خارت قواه، لكنه رفض بإصرار الذهاب إلى الطبيب، ولكن في النهاية وافق على محاولات أولاده إلا بشرط واحد حكاه لـ "تليجراف مصر".
"عايز أشوف صاحبي مصطفى السيد".. بصوت حنون مملوء بالذكريات كان هذا شرط الحاج سليمان، الذي وقف أبناؤه متعجبين منه، فلم يسمعوا بهذا الاسم من قبل، ولأن القرى بطبعها صغيرة يعرف الجميع بعضهم البعض، لذلك لم يتذكروا اسم مصطفى السيد من قبل!.
السيد سليمان
أصدقاء حرب أكتوبر
سأل الابن حسن والده بدهشة: "مين ده يا أبويا؟ ساكن فين!".. ابتسم الأب ابتسامة عريضة جعلت تجاعيد وجهه تنكمش على بعضها وقال: "صاحبي من أيام الجيش.. آخر مرة شُفتُه كنا راجعين من الحرب".
ضحك الأبناء ضحكة ساخرة، متسائلين كيف يجدون صديقًا له منذ ما يزيد عن 50 عامًا؟، ولكن أصر الأب بنبرة كلها شوق لصديقه: "خمسون سنة بس نفسي أشوفه.. اتوحشته يا ابني".
شهادة الجيش
صوت الحاج سليمان الصادق حد الألم، جعل أولاده يتحركون لتحقيق هذه الأمنية رغم الصعوبات، قطع المسافة الطويلة مزاح الابنة حول هذا الصديق، لو لقيناه: "لو لقيناه هجوزك يا حج".
رحلة البحث عن مصطفى السيد
بينما كان الصمت يخيم على الأسرة التي انطلقت للبحث عن مصطفى السيد، كان الابن يدعو الله في سرّه: "اللهم اجعلنا نهتدي إليه وادخل السرور على قلب أبي".
وصلت الأسرة إلى المكان الذي عاش فيه صديقه القديم والمدهش أنه بدأ يصف الشوارع والحارات كأنه كان بها بالأمس وليس منذ 50 عامًا!، وفجأة بصوت متحمس مفعم بالحياة قال: "هنا.. نزلنا يا ابني هنا".
خوف وكسر خاطر
نزل الأب وأبناؤه أمام بيت متهالك تأكلت جدرانه، لكن عيونه كانت تلمع كأنه وجد ضالته بعد أعوام من البحث والضياع، وذهب ابنه ليطرق الباب ويسأل عن مصطفى، صديق والده، مرتعبًا من فكرة أن يكون قد فارق الحياة لأي سبب.
فتح الباب رجل تجاوز الخمسين من عمره، شعره أبيض وملامحه وقورة تكسوها التجاعيد البسيطة، الابن سأله: "في هنا حد اسمه مصطفى السيد"، ليردّ عليه: "أيوة..والدي جوه نايم.. أنتم مين؟".
العثور على صديق الحرب
بُعث الأمل من جديد في جسد الحج سليمان المنحني بفعل الزمن، حيث قال: "قوله صاحبك السيد سليمان.. زميلك في الجيش عايزك".
لحظات قليلة مرّت حتى خرج رجل مسن يهرول بخطوات متثاقلة من أثر السنين، وما إن وقعت عيناه على الحاج سليمان حتى تعانقا عناقًا طويلًا، تلاشت فيه 52 سنة من الغياب كأنها لم تكن.
الوفاء لا يشيخ
جلس الصديقان أمام البيت وتبادلا أطراف الحديث والذكريات، كانت دموعهما تسبق الكلمات، وبالرغم من مرور نصف قرن من الزمان، فالصداقة والوفاء لا يشيخان مع مضي عمر الإنسان، وحتى لو افترق الأحبة بنيران الحروب.
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول لقاء مؤثر يجمع أبطال حرب أكتوبر بعد 52 عامًا من الفراق، يمكن الرجوع إلى موقع تليجراف مصر عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.