باسم يوسف يعود إلى الشاشة المصرية بعد 11 عامًا ويعبّر عن حنينه لمصر

باسم يوسف يعود إلى الشاشة المصرية بعد 11 عامًا ويعبّر عن حنينه لمصر

في مشهد إعلامي مفاجئ، عاد الإعلامي والكوميدي المصري باسم يوسف للظهور على شاشة مصرية بعد غياب دام أحد عشر عامًا، في لقاء خاص مع الإعلامي أحمد سالم عبر برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "أون تي في"، لتكون هذه أول إطلالة له داخل الإعلام المحلي منذ مغادرته البلاد عام 2014 واستقراره في الولايات المتحدة.

هذا الظهور الذي انتظره كثيرون من جمهوره في مصر والعالم العربي، أعاد النقاش حول تجربة باسم يوسف المثيرة للجدل في الإعلام المصري وموقعه الحالي في المشهد الإعلامي بعد سنوات من الابتعاد.

حنين باسم يوسف إلى مصر بعد الغياب الطويل

قال باسم يوسف خلال اللقاء:

"طبعًا وحشتني مصر، لكن عدى 11 سنة، اللي في دماغي هي مصر بتاعت 2014"

.

عبارة قصيرة لكنها لخصت الكثير من مشاعر الغربة والحنين، وأعادت إلى الأذهان صورة الفنان الساخر الذي ترك بصمة فريدة في الوعي العام خلال العقد الماضي.

هذا التصريح كشف إدراك باسم يوسف للتحولات الكبيرة التي شهدتها البلاد منذ رحيله، سواء على مستوى المشهد الإعلامي أو السياسي أو حتى الاجتماعي، ليبدو أنه يعود محملًا بالذكريات والتجارب، أكثر من كونه عائدًا لممارسة نشاطه السابق كما كان.

من “غرفة الغسيل” إلى الشاشة الكبرى: انطلاقة باسم يوسف الاستثنائية

بدأ باسم يوسف مشواره الإعلامي في أعقاب ثورة يناير 2011 بفيديوهات قصيرة على منصة يوتيوب، صورها في غرفة الغسيل داخل منزله، قبل أن يتحول هذا المشروع البسيط إلى أحد أنجح البرامج الساخرة في تاريخ الإعلام العربي، وهو برنامج "البرنامج" الذي شكل ظاهرة إعلامية فريدة.

قدم يوسف نموذجًا جديدًا في السخرية السياسية بأسلوب جريء ومباشر، يمزج بين الكوميديا والوعي السياسي، ليصبح أحد أبرز الأصوات الناقدة في مرحلة ما بعد الثورة.

جمهور واسع من الشباب والمثقفين كان ينتظر حلقاته أسبوعيًا مساء الجمعة، حيث امتلأت القاعات بالضحك والجدل في الوقت ذاته، حتى باتت عباراته وتعبيراته جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية.

“البرنامج”.. من النجاح الساحق إلى الإيقاف المفاجئ

لم يكن طريق باسم يوسف مفروشًا بالورود؛ فبعد نجاحه الكبير في موسمه الأول، دخل في مواجهات متعددة مع شخصيات سياسية وإعلامية بارزة، خصوصًا بعد انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2012.

كان يوسف من أوائل من انتقدوا أداء جماعة الإخوان المسلمين بأسلوب ساخر، ما جعله عرضة لهجوم واسع من أنصار الجماعة، كما واجه لاحقًا ضغوطًا من أطراف أخرى بعد تغير المشهد السياسي في 2013.

وفي عام 2013، تم إيقاف برنامجه "البرنامج" رغم شعبيته الطاغية، لتنتهي واحدة من أكثر التجارب الإعلامية تأثيرًا في الوطن العربي.

وبعد فترة قصيرة، أعلن يوسف مغادرته مصر، ليستقر في الولايات المتحدة، حيث واصل نشاطه في مجالات مختلفة، منها التقديم التلفزيوني، والمحاضرات في الإعلام، والدفاع عن قضايا الحريات.

إطلالة جديدة... ورسائل متعددة

إطلالة باسم يوسف الأخيرة على قناة "أون" تأتي في توقيت حساس، حيث يشهد المشهد الإعلامي المصري انفتاحًا متزايدًا وتطورًا في المحتوى.

ويرى مراقبون أن ظهوره لا يمثل مجرد لقاء تلفزيوني عابر، بل قد يكون مقدمة لمرحلة جديدة من الانخراط الإعلامي لباسم يوسف داخل مصر، خصوصًا بعد أن أعلنت القناة أنه سيشارك في سلسلة من الحوارات الخاصة ضمن برنامج "كلمة أخيرة".

ويرى آخرون أن هذا الظهور قد يحمل رسائل رمزية عن تقبل التنوع الإعلامي وإعادة الوجوه التي شكلت جزءًا من المشهد الإعلامي في مرحلة ما بعد الثورة.

ردود الفعل على عودة باسم يوسف

ما إن ظهر باسم يوسف على الشاشة حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات بين مؤيد ومعارض.

فبينما رحب كثيرون بعودته معتبرين أنه

“نَفَس جديد في الإعلام المصري”

، رأى آخرون أن التجربة يجب أن تكون متزنة وتحمل مضمونًا يعكس المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد.

بعض المحللين أشاروا إلى أن أسلوب باسم يوسف الساخر يمكن أن يجد طريقًا جديدًا يناسب التغيرات الراهنة في المجتمع، لا سيما إذا ركز على الجانب الاجتماعي والثقافي أكثر من السياسي المباشر.

مستقبل باسم يوسف في الإعلام المصري

رغم الغموض الذي يكتنف طبيعة مشاريعه القادمة، إلا أن المؤشرات تدل على أن باسم يوسف يسعى لتقديم محتوى مختلف هذه المرة، ربما يحمل طابعًا إنسانيًا أو تنمويًا أكثر من كونه سياسيًا بحتًا.

فقد اكتسب خلال سنواته في الولايات المتحدة خبرات متنوعة في مجالات الإعلام والاتصال والعلاقات الدولية، مما يجعله مؤهلًا للعودة بشكل أعمق وأكثر نضجًا.

يبقى السؤال المطروح: هل ستفتح هذه الإطلالة الباب لعودة أوسع للإعلام الساخر في مصر؟

أم ستظل مجرد زيارة رمزية مليئة بالحنين والذكريات؟

عودة باسم يوسف بعد 11 عامًا تُمثل حدثًا إعلاميًا لافتًا، لا لأنها تعيد شخصية مثيرة للجدل فحسب، بل لأنها تفتح النقاش حول حرية التعبير والإبداع الإعلامي في المرحلة الحالية.

وبين الحنين إلى مصر التي تركها عام 2014، والواقع الذي عاد إليه عام 2025، يبقى باسم يوسف رمزًا لجيلٍ آمن بالكلمة والابتسامة كأدوات للتغيير.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول باسم يوسف يعود إلى الشاشة المصرية بعد 11 عامًا ويعبّر عن حنينه لمصر، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.