أوروبا تعزز حماية صناعتها من الصلب الصيني بتقليص الواردات ورفع الرسوم الجمركية
في خطوة تهدف إلى حماية صناعتها الاستراتيجية من المنافسة غير العادلة، اقترحت المفوضية الأوروبية تقليص حصص استيراد الصلب إلى النصف ورفع الرسوم الجمركية على الواردات إلى 50%، في محاولة لإنقاذ قطاع يشغّل نحو 300 ألف عامل بشكل مباشر داخل دول الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة
"لوبوان" الفرنسية
، يأتي هذا التحرك الأوروبي في مواجهة الإغراق الصيني المتزايد والرسوم الجمركية الأمريكية، إذ تسعى بروكسل إلى تعزيز إجراءاتها الحمائية ومنع انهيار صناعة تعتبر حجر الأساس في الاقتصاد الأوروبي.
وأوضحت المجلة أن بند الحماية، الذي أُقر لأول مرة عام 2019 خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم تشديده في أبريل 2024، ويجري الآن تعديله مجددًا ليصبح أكثر صرامة قبل انتهاء صلاحيته المقررة في يونيو 2026. وتشمل التعديلات المقترحة خفض حصص الاستيراد بنسبة 50% لتبقى 10% فقط من السوق الأوروبية مفتوحة أمام الصلب المستورد، مع مضاعفة الرسوم الجمركية من 25% إلى 50%.
كما أكدت المفوضية أن الإجراءات الجديدة ستكون
دائمة
، وستتضمن شروطًا صارمة لمنع التحايل التجاري، بينما ستكون تكلفتها على المستهلك محدودة، إذ سترتفع أسعار السيارات بنحو 50 يورو فقط والغسالات بيورو واحد، أي بزيادة متوسطة لا تتجاوز 3%. ووصف مسؤولو الاتحاد هذا الارتفاع بأنه “سعر معقول مقابل الحفاظ على السيادة الصناعية”.
من جانبه، وصف مفوض الصناعة الأوروبي
ستيفان سيجورنيه
المقترح الجديد بأنه “أقوى بند حماية يتم طرحه على الإطلاق”، مشيرًا إلى أن تدهور الأوضاع العالمية من ارتفاع تكاليف الطاقة إلى أزمة قطاع السيارات ورسوم ترامب الجمركية يبرر هذا التشديد.
ورغم النهج الحمائي، حرصت المفوضية على التأكيد أن سياستها تختلف عن تلك التي اتبعها ترامب، إذ أشار المفوض الفرنسي إلى أن الاتحاد “لن يكرر ما فعله ترامب”، لافتًا إلى أن بروكسل ستحافظ على حصص استيراد كبيرة تبلغ
18 مليون طن سنويًا
، مع منح
معاملة تفضيلية للدول الشريكة الموثوقة
.
أما مفوض التجارة
ماروس سيفكوفيتش
، فأكد أن هذه الإجراءات ستظل متوافقة مع قواعد منظمة التجارة العالمية، مشيرًا إلى أن
المملكة المتحدة
ستحصل على
نظام حصص معفى من الرسوم الجمركية
ضمن الإطار الجديد.
بهذا، يبدو أن أوروبا تسير نحو مرحلة جديدة من الحماية الاقتصادية، محاولة تحقيق توازن بين
حماية صناعتها المحلية
و
الالتزام بقواعد التجارة الدولية
، في وقت يتزايد فيه الضغط العالمي على الصناعات الثقيلة بفعل التنافس التجاري المحتدم والاضطرابات الاقتصادية.
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول أوروبا تعزز حماية صناعتها من الصلب الصيني بتقليص الواردات ورفع الرسوم الجمركية، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.