صفقة وقف إطلاق النار في غزة: انسحاب القوات الإسرائيلية وتأثيرات على المدنيين

أفادت هيئة البث الإسرائيلية صباح الخميس بأن ثلاث فرق عسكرية كانت تشارك في العمليات داخل مدينة غزة بدأت بالانسحاب، في خطوة تهدف إلى تجنب أي احتكاك محتمل مع النازحين الفلسطينيين الذين يخططون للعودة إلى منازلهم بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وأوضحت الهيئة أن هذا الانسحاب يأتي ضمن الترتيبات العسكرية المتفق عليها عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بالتنسيق مع الوسطاء الدوليين لضمان استقرار الوضع الميداني في القطاع.

إعادة انتشار القوات الإسرائيلية

أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الفرق القتالية تلقت أوامر بالاستعداد لإعادة انتشارها خلال الأيام المقبلة، حيث سيعمل الجيش إما على الانسحاب الكامل من القطاع أو التمركز في خطوط خلفية محددة وفق الخطة العسكرية الجديدة المعتمدة بعد وقف إطلاق النار.

وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن التفاصيل النهائية المتعلقة بانتشار القوات يتم إتمامها حاليًا، على أن يتم توقيع الاتفاق في شرم الشيخ قبل الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ليبدأ وقف إطلاق النار مباشرة بعد ذلك.

المصادقة الرسمية على الاتفاق

أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) سيجتمع في الساعة الثالثة بعد الظهر لمناقشة بنود الاتفاق، تليه جلسة للحكومة بعد ساعة واحدة للمصادقة النهائية على الصفقة.

وبمجرد إقرار الحكومة للاتفاق، ستبدأ القوات الإسرائيلية بالانسحاب إلى الخطوط المتفق عليها، كما سيتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء بحلول يوم الإثنين المقبل.

التنازلات المتبادلة خلال المفاوضات

ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلًا عن مصادر دبلوماسية أن الطرفين قدما تنازلات متبادلة خلال المفاوضات الأخيرة التي أفضت إلى التوصل إلى اتفاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة.

وافقت إسرائيل على إدخال تعديلات محدودة على ما يعرف بـ "خط الانسحاب الأصفر".

من المقرر يوم الأحد الإفراج عن جميع الأسرى الأحياء، إلى جانب تسليم عدد كبير من الجثامين، فيما ستسلم بقية الرفات خلال الأسبوع التالي.

وأكدت المصادر أن حركة حماس حصلت على ضمانات من الوسطاء الدوليين بأن وقف إطلاق النار سيستمر ما دام التزم الطرفان ببنود خطة ترامب، والتي تحظر أي أعمال عدائية من أي نوع.

إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة

تقرر إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري عبر خمسة معابر رئيسية، من بينها معبر رفح، لتلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين بعد أشهر من الحصار والعمليات العسكرية.

تتضمن المساعدات الغذائية والطبية، إضافة إلى دعم البنية التحتية والخدمات الأساسية، لضمان استقرار الوضع الإنساني في القطاع.

زيارة الرئيس الأميركي وتأثيرها على الاتفاق

أفادت التقارير بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيزور إسرائيل يوم الأحد المقبل، لتعزيز متابعة تنفيذ الاتفاق بين الطرفين وضمان الالتزام ببنود المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

كما ستستمر المفاوضات حول ترتيبات إنهاء الحرب والمرحلة الثانية من الاتفاق بعد انتهاء الأعياد اليهودية، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة.

أهمية الاتفاق لفلسطين وإسرائيل

يشكل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خطوة مهمة لكل من الطرفين:

لإسرائيل: يوفر إطارًا للانسحاب من المناطق المأهولة مع تقليل المخاطر على المدنيين.

لفلسطين: يمنح المدنيين فرصة العودة إلى منازلهم، ويتيح لحركة حماس تثبيت النفوذ مع ضمان استمرار المساعدات الإنسانية.

كما يعكس الاتفاق دور الوسطاء الدوليين في التوصل إلى حلول سلمية، ويعد بمثابة نموذج للتنسيق العسكري والدبلوماسي بين الأطراف المختلفة.

التحديات المستقبلية

مع بدء تنفيذ اتفاق المرحلة الأولى، تواجه المنطقة عدة تحديات:

ضرورة ضمان التزام الطرفين بالهدنة وعدم عودة أي عمليات عدائية.

مراقبة توزيع المساعدات الإنسانية بشكل فعال لضمان وصولها لجميع المستحقين.

متابعة المرحلة الثانية من الاتفاق التي تشمل ترتيبات إنهاء الحرب وإعادة البناء في القطاع.

يبقى نجاح الاتفاق مرهونًا بالتعاون الكامل بين إسرائيل وحماس والوسطاء الدوليين لضمان استقرار غزة على المدى الطويل.

تعد خطوة انسحاب القت الإسرائيلية من غزة بمثابة نقلة نوعية في مسار وقف إطلاق النار، وهي تمثل فرصة لإعادة الاستقرار وبدء عمليات الإغاثة الإنسانية. مع التزام الطرفين ببنود الاتفاق، يُتوقع أن يشهد القطاع هدوءًا نسبيًا بعد أشهر من التوتر، ما يتيح للمواطنين العودة إلى حياتهم الطبيعية تدريجيًا.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول صفقة وقف إطلاق النار في غزة: انسحاب القوات الإسرائيلية وتأثيرات على المدنيين، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.