السفارة القطرية في القاهرة تنعى دبلوماسييها ضحايا حادث شرم الشيخ وتؤكد التعاون مع السلطات المصرية
في حادث مأساوي شهدته مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، لقي ثلاثة دبلوماسيين قطريين مصرعهم وأُصيب اثنان آخران إثر انقلاب سيارتهم أثناء مهمة عمل رسمية. وأعلنت سفارة دولة قطر في القاهرة في بيان رسمي، أنها تتابع الحادث بالتنسيق الكامل مع السلطات المصرية لضمان سرعة نقل الجثامين إلى الدوحة وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين.
أكدت السفارة القطرية في مصر أن الحادث وقع على طريق يبعد نحو 50 كيلومترًا من مدينة شرم الشيخ، عندما اختلت عجلة القيادة، ما أدى إلى انقلاب السيارة التي كان يستقلها الدبلوماسيون القطريون.
وذكرت السفارة أن الدبلوماسيين الثلاثة الذين قضوا في الحادث هم:
سعود بن ثامر آل ثاني
عبدالله غانم الخيارين
حسن جابر الجابر
كما أُصيب كل من عبدالله عيسى الكواري ومحمد عبدالعزيز البوعينين، وهما يتلقيان حاليًا الرعاية الطبية اللازمة في مستشفى شرم الشيخ الدولي.
تحرك قطري سريع وتنسيق مصري متواصل
أوضحت السفارة في بيانها أنها باشرت فور وقوع الحادث بالتنسيق مع الجهات المصرية المعنية، سواء من وزارة الخارجية أو من سلطات جنوب سيناء، لتسهيل عملية نقل المتوفين والمصابين إلى الدوحة على متن طائرة قطرية خاصة.
وقدمت السفارة القطرية شكرها العميق للسلطات المصرية على تعاونها وحرصها وسرعة استجابتها، مؤكدة أن هذا التعاون يعكس عمق العلاقات الأخوية بين القاهرة والدوحة.
أبعاد إنسانية ودبلوماسية للحادث
يحمل الحادث المؤلم بُعدًا إنسانيًا كبيرًا، إذ يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين مصر وقطر تطورًا إيجابيًا بعد سنوات من التوتر السياسي. وأكد مراقبون أن الحادث المأساوي، رغم طابعه القدري، قد يعزز التعاون الدبلوماسي والإنساني بين البلدين، خاصة في ظل الاستجابة السريعة من السلطات المصرية للتعامل مع الموقف.
كما لفت بعض المراقبين إلى أن وجود الوفد القطري في شرم الشيخ كان مرتبطًا بمهام دبلوماسية حساسة، خصوصًا أن المدينة تستضيف اجتماعات دولية بشأن ملفات الشرق الأوسط والوضع في غزة.
حادث يسبق "قمة شرم الشيخ للسلام"
تأتي هذه الحادثة قبل يوم واحد فقط من قمة شرم الشيخ للسلام، التي من المقرر عقدها برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من عشرين دولة.
ويُتوقع أن تركز القمة على جهود تثبيت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، ومناقشة المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام في المنطقة.
ورغم أن السفارة القطرية لم تؤكد رسميًا ما إذا كان الدبلوماسيون المتوفون ضمن الفريق القطري المشارك في المفاوضات، فإن تقارير إعلامية رجحت أنهم كانوا يؤدون مهامًا متعلقة بتلك الاجتماعات الحساسة.
شهادات أولية وأسباب الحادث
من جانبه، صرح مصدر أمني مصري لوكالة "رويترز" أن الحادث وقع نتيجة اختلال عجلة القيادة أثناء عبور أحد المنحنيات الخطيرة على الطريق المؤدي إلى شرم الشيخ. وأشار المصدر إلى أن السلطات سارعت بإرسال سيارات الإسعاف والشرطة إلى موقع الحادث، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لتلقي العلاج الفوري.
وأضافت قناة "القاهرة الإخبارية" الرسمية أن الفحص المبدئي أظهر أن السرعة الزائدة قد تكون سببًا رئيسيًا في الحادث، مشيرة إلى أن الطريق الذي وقع فيه الحادث يشهد بين الحين والآخر حوادث مشابهة بسبب تضاريسه الصعبة.
تعاطف رسمي وشعبي واسع
أثار نبأ وفاة الدبلوماسيين القطريين حالة من الحزن في الدوحة والقاهرة على حد سواء، حيث قدمت مؤسسات رسمية وشخصيات عامة التعازي لأسر الضحايا، مؤكدين أن ما حدث يمثل خسارة كبيرة لأسرة العمل الدبلوماسي العربي.
وأعرب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع أسر المتوفين، مؤكدين أن الحادث يذكّر بخطورة الطرق السريعة في بعض المناطق السياحية رغم الجهود المصرية لتحسين البنية التحتية في جنوب سيناء.
العلاقات المصرية القطرية في ظل الحادث
يرى محللون أن الحادث لن يؤثر سلبًا على العلاقات بين مصر وقطر، بل على العكس، قد يعزز من أواصر التعاون الإنساني بين البلدين. فالتعامل المصري الرسمي السريع، والتنسيق مع السفارة القطرية، يعكسان مستوى متقدمًا من التفاهم السياسي والدبلوماسي، خصوصًا في الملفات المشتركة كالأزمة الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة، والمفاوضات الإقليمية.
يبقى حادث مصرع 3 دبلوماسيين قطريين في شرم الشيخ حدثًا مؤلمًا يلقي بظلاله على المشهدين الدبلوماسي والإنساني معًا. ومع استمرار التنسيق بين القاهرة والدوحة، تأمل العائلتان المصرية والقطرية أن يتحول هذا الحزن إلى دافع جديد لتقوية العلاقات الأخوية، وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول السفارة القطرية في القاهرة تنعى دبلوماسييها ضحايا حادث شرم الشيخ وتؤكد التعاون مع السلطات المصرية، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.