مؤتمر إسطنبول يختتم بتوصيات استراتيجية لمستقبل اليمن

مؤتمر إسطنبول يختتم بتوصيات استراتيجية لمستقبل اليمن

الإثنين 13 أكتوبر ,2025 الساعة: 08:19 صباحاً

اختتمت في مدينة إسطنبول التركية، مساء الأحد، أعمال المؤتمر الأول للباحثين والخبراء اليمنيين، الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان تحت شعار "لا إمام سوى العلم"، بمشاركة واسعة من أكاديميين وخبراء يمنيين من داخل البلاد وخارجها، يمثلون خمسة عشر دولة. 

وخلال يومين من النقاشات والجلسات العلمية، توصّل المشاركون إلى حزمة من النتائج والتوصيات العملية التي تهدف إلى بناء رؤية وطنية شاملة لإصلاح التعليم والاقتصاد والنظام الصحي والحياة السياسية، ووضع العلم في مركز مشروع استعادة الدولة اليمنية. 

وأوضح البيان الختامي للمؤتمر أن الباحثين قدّموا أكثر من أربعين بحثًا ودراسة علمية تناولت القضايا اليمنية من زوايا متعددة، شملت التعليم، والصحة، والاقتصاد، والطاقة، والهوية الوطنية، والسياسة. وأكد البيان أن هذه الأبحاث ستُنشر في كتاب علمي مستقل يوثق أعمال المؤتمر ومخرجاته. 

وفي مجال التعليم والبحث العلمي، دعا المؤتمر إلى وضع رؤية وطنية شاملة لإصلاح التعليم الجامعي ومواءمة التخصصات مع متطلبات التنمية المستقبلية كالذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، مع التأكيد على تحييد التعليم عن الأيديولوجيا، والارتقاء بمكانة الأستاذ الجامعي بوصفه حارسًا للمستقبل الوطني. 

وفي الجانب الصحي، أوصى المؤتمر بإنشاء نظام وطني متكامل للصحة النفسية والبدنية، وتوسيع الخدمات الصحية لتشمل المناطق الريفية، وتفعيل التأمين الصحي الشامل، إلى جانب توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة الطبية لتحسين جودة الخدمات وضمان الشفافية. 

أما في الشأن الاقتصادي، فقد شدّد المشاركون على ضرورة توحيد المؤسسات الاقتصادية وفي مقدمتها البنك المركزي، وإنشاء صندوق وطني لإعادة الإعمار بإدارة شفافة وبالتعاون مع الشركاء الدوليين، مؤكدين على أهمية تنويع الاقتصاد الوطني وتطوير الزراعة والثروة السمكية والمعادن النادرة، وإطلاق مشاريع استراتيجية مثل جسر باب المندب–جيبوتي. 

وفي محور الطاقة والغذاء، أوصى المؤتمر بوضع سياسة وطنية للطاقة ترتكز على مراجعة اتفاقيات النفط والغاز والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، مع تعزيز الأمن الغذائي وتمكين المجتمعات الريفية من إدارة مواردها المحلية ودعم قطاع العسل اليمني كأحد روافد التنمية الريفية. 

وأكد الباحثون في محور السياسة وبناء الدولة على التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية، وضرورة وجود قيادة وطنية موحدة تتبنى عقدًا اجتماعيًا جديدًا يقوم على أسس المواطنة والعدالة الانتقالية ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية، وإنهاء مظاهر العسكرة لصالح دولة مدنية حديثة. 

وفي ما يتعلق بـالهوية الوطنية، دعا المؤتمر إلى إطلاق مشروع وطني للهوية الجامعة يستند إلى القيم المشتركة ويستفيد من الأدوات الثقافية والفكرية لتعزيز الانتماء الوطني ومواجهة التطرف بخطاب عقلاني جامع. 

كما شدد المشاركون على أهمية تسخير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة والزراعة والإدارة والطاقة والحوكمة الرقمية باعتبارها ركيزة أساسية لعملية التنمية. 

واختُتم المؤتمر بالتأكيد على أن إشراك النخبة العلمية في صياغة السياسات العامة أصبح ضرورة وطنية، وأن “الشؤون الوطنية أعظم خطرًا من أن تُترك للساسة وحدهم”. 

وتوجه المشاركون بالشكر لمؤسسة توكل كرمان على تنظيمها للمؤتمر ورعايتها لأعماله، مشيدين بجهود اللجنة العلمية والباحثين الذين أسهموا في بلورة هذه الرؤية العلمية لليمن، مؤكدين في ختام بيانهم أن "العلم هو الطريق إلى الخلاص وبالعقل تُبنى الدولة وتستعاد مكانة اليمن بين الأمم

".

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول مؤتمر إسطنبول يختتم بتوصيات استراتيجية لمستقبل اليمن، يمكن الرجوع إلى موقع موقع الحرف 28 عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.