منصة صيد مشبوهة تثير مخاوف من محاولة اغتيال ترامب في فلوريدا
بالم بيتش الدولي
في ولاية فلوريدا، وهي المنطقة التي تهبط فيها طائرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عند عودته إلى الولاية.
هذا الاكتشاف أثار مخاوف جدية بشأن احتمال محاولة اغتيال جديدة تستهدف ترامب، خاصة بعد سلسلة حوادث سابقة تعرّض فيها لمحاولات إطلاق نار وتهديدات متعددة منذ بدء حملته الانتخابية لعام 2024.
تفاصيل الحادث واكتشاف المنصة المشبوهة
حسب تقرير فوكس نيوز ديجيتال، اكتشف جهاز الخدمة السرية الأمريكي (USSS) الكشك الخشبي المشبوه أثناء تنفيذ استعداداته الأمنية المسبقة قبيل عودة ترامب إلى
ويست بالم بيتش
.
وأوضح التقرير أن المنصة كانت في نقطة مرتفعة تطل بشكل مباشر على ممر خروج طائرة الرئيس من مدرج المطار، ما يجعلها موقعًا مثاليًا لاستهداف أي شخصية أثناء التحرك أو النزول من الطائرة.
وقال كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمنطقة، إن المكتب تولّى قيادة التحقيق الكامل بعد العثور على المنصة يوم الخميس، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يتم ربط الكشك بأي شخص محدد. وأضاف أن فرق التحقيق أرسلت موارد ميدانية لجمع الأدلة وتحليل البيانات، بما في ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة المراقبة القريبة من الموقع.
كما صرّح أنتوني جوجليلمي، رئيس الاتصالات في جهاز الخدمة السرية الأمريكي، أن المكتب يعمل بشكل وثيق مع الـ FBI وهيئات إنفاذ القانون المحلية في مقاطعة
بالم بيتش
.
وقال جوجليلمي إن العملاء اكتشفوا المنصة أثناء التحضيرات الأمنية الروتينية، موضحًا أنه لم يكن هناك أي شخص متواجد في الموقع لحظة الاكتشاف، ولم تؤثر الواقعة على تحركات الرئيس أو مسار طائرته الرئاسية.
تصريحات رسمية وتأكيدات أمنية
أكدت السلطات الأمريكية أن هذا الحادث لا يمكن التعامل معه كواقعة عرضية، بل كمؤشر خطير على إمكانية وجود تخطيط مسبق لاستهداف الرئيس السابق ترامب.
وقال أحد مسؤولي إنفاذ القانون في تصريح لشبكة فوكس نيوز إن المنصة "يبدو أنها أُعدّت قبل عدة أشهر"، مشيرًا إلى أن عملية التمويه كانت متقنة بطريقة تجعلها تبدو كمنصة صيد تقليدية في منطقة الغابات المحيطة بالمطار.
من جانبه، شدد باتيل على أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، وأن الهدف الأساسي هو تحديد ما إذا كانت المنصة معدّة للمراقبة أو الاستهداف المباشر، مؤكدًا أن السلطات لن تستبعد أي فرضية في هذه المرحلة.
خلفية أمنية: سجل محاولات استهداف ترامب
يأتي هذا التطور بعد أشهر قليلة من محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في بتلر، بنسلفانيا، في يوليو 2024، حيث أُصيب ترامب بطلق ناري في الأذن أثناء إلقائه خطابًا أمام آلاف المؤيدين.
وقد أظهرت التحقيقات لاحقًا أن منفذ الهجوم كان يحمل بندقية قنص بعيدة المدى وكان يتمركز في مبنى قريب من موقع التجمع.
وفي حادثة منفصلة، تم القبض على رجل يدعى ريان روث (Ryan Routh) بتهمة محاولة اغتيال ترامب من عش قناص في ملعب جولف بفلوريدا، وقد وُجهت إليه خمس تهم فيدرالية تتعلق بمحاولة اغتيال مرشح رئاسي واستخدام أسلحة نارية بشكل غير قانوني.
تلك الحوادث المتكررة تثير تساؤلات حادة حول فعالية الحماية الأمنية المقدمة للرئيس السابق، الذي لا يزال يتمتع بوضع أمني خاص بصفته مرشحًا رئاسيًا محتملًا في انتخابات 2028، وكذلك بسبب مكانته السياسية التي تثير انقسامًا واسعًا داخل المجتمع الأمريكي.
تحليل أمني: احتمالات ودلالات
يرى محللون أمنيون أن اكتشاف المنصة المشبوهة في هذا التوقيت يعكس مستوى متقدمًا من التحضير، إذ أن اختيار الموقع المرتفع والمطل على مدرج الطائرات يشير إلى أن منفذي الفكرة كانوا على دراية بتفاصيل حركة الطائرة الرئاسية.
كما أن ترك المنصة دون أي وجود بشري قد يكون جزءًا من خطة لجمع معلومات استخباراتية أو إعداد هجوم لاحق.
ويشير الخبراء إلى أن هذا النوع من التهديدات يسلّط الضوء على تطور أساليب محاولات الاغتيال، حيث باتت تعتمد على الرصد المسبق والتخطيط عن بعد، بدلًا من المواجهة المباشرة.
ويضيف بعض المحللين أن ترامب، بسبب نشاطه السياسي المكثف وحضوره الجماهيري الكبير، يظل أكثر الشخصيات تعرضًا للتهديد في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
ردود الفعل الإعلامية والسياسية
أثار الحادث ردود فعل واسعة في الإعلام الأمريكي، حيث عبّرت وسائل الإعلام المحافظة عن قلقها من “تراخي أمني محتمل” في محيط إقامة الرئيس السابق.
بينما طالبت بعض الجهات السياسية بتكثيف الحماية الفيدرالية لجميع المرشحين الرئاسيين، وليس فقط للرئيس الحالي، خاصة في ظل تصاعد الخطاب السياسي العنيف داخل المجتمع الأمريكي.
وفي المقابل، شددت إدارة الأمن الداخلي الأمريكية على أن حماية الشخصيات العامة “تحظى بأولوية قصوى”، وأن التدابير الأمنية ستُراجع وتُحدث باستمرار لمنع أي تكرار لمثل هذه التهديدات.
تداعيات وتوصيات مستقبلية
من الواضح أن حادثة “المنصة المشبوهة” ستدفع الأجهزة الأمنية الأمريكية إلى إعادة تقييم أنظمتها الوقائية في المطارات والمناطق المفتوحة التي قد تستغلها الجهات المهددة.
ومن أبرز التوصيات التي طرحها خبراء الأمن:
توسيع نطاق المسح الجوي والميداني قبل وصول الشخصيات المهمة.
تعزيز التعاون بين الـ FBI وUSSS لتبادل البيانات الاستخباراتية في الوقت الفعلي.
إشراك المجتمع المحلي في مراقبة الأنشطة الغريبة بالقرب من المواقع الحساسة.
اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الفضائية للكشف المبكر عن المنشآت غير القانونية.
يبقى حادث اكتشاف منصة الصيد المشبوهة في
بالم بيتش
بمثابة إنذار أمني خطير يذكّر بأن الخطر على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم ينتهِ بعد.
فمع كل محاولة جديدة، تتكشف ثغرات في أنظمة الحماية التقليدية، وتبرز الحاجة إلى تعزيز الأمن الوقائي القائم على التكنولوجيا الحديثة والتحليل الاستباقي.
وفي الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات بقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي، تبقى أعين الأمريكيين شاخصة نحو نتائجها، لمعرفة ما إذا كانت المنصة مجرد مصادفة أم بداية مخطط اغتيال جديد كان ينتظر لحظة التنفيذ.
إن التطورات الأمنية الأخيرة تؤكد أن الولايات المتحدة تواجه مرحلة دقيقة تتطلب توازنًا بين الحرية العامة والأمن القومي، وأن حماية الشخصيات السياسية، مهما كان انتماؤها، تمثل واجبًا وطنيًا يتجاوز كل الخلافات الحزبية، حفاظًا على صورة الدولة واستقرارها السياسي والأمني.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول منصة صيد مشبوهة تثير مخاوف من محاولة اغتيال ترامب في فلوريدا، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.