مجاعة وشيكة تهدد نصف سكان اليمن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق الحوثيين
الخميس 23 أكتوبر ,2025 الساعة: 03:52 مساءً
تتصاعد التحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد نحو نصف سكان اليمن، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، عقب توقف أكبر مطاحن القمح عن العمل، وتراجع واردات الغذاء عبر موانئ البحر الأحمر، بالتزامن مع تصعيد الانتهاكات الحوثية ضد المنظمات الإغاثية والأمم المتحدة.
وأفادت مصادر تجارية في صنعاء بأن شركة «المحسن» المالكة لمطاحن البحر الأحمر أعلنت توقفها الكامل عن العمل بعد نفاد مخزون القمح، محذرة من شلل تام في إمدادات الطحين إلى الأسواق. وكشفت المصادر أن وزارة الاقتصاد في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً رفضت السماح بدخول شحنة جديدة من القمح رغم مناشدات الشركة المتكررة، ما ينذر بأزمة تموينية حادة.
وفي رسالة وجهتها إدارة الشركة إلى القائم بأعمال وزير الاقتصاد، أكدت أنها حذرت مراراً من نفاد المخزون وطالبت بالسماح بإدخال شحنة جديدة، محمّلة سلطات الحوثيين مسؤولية أي اضطراب في استقرار السوق أو نقص في الإمدادات.
ويرجّح مراقبون أن رفض الجماعة إدخال شحنات جديدة يأتي في إطار قرارها السابق بمنع استيراد الدقيق تحت ذريعة «تحقيق الاكتفاء الذاتي»، رغم أن الإنتاج المحلي لا يغطي سوى 4 في المئة من حاجة السوق.
منذ عام 2017، استأجر رجل الأعمال الحوثي أحمد الهادي مطاحن البحر الأحمر في محافظة الحديدة، ليصبح أحد أبرز أذرع الجماعة الاقتصادية، مستحوذاً على الجزء الأكبر من شحنات القمح التي كان يستوردها «برنامج الأغذية العالمي»، ويعيد تعبئتها وبيعها تحت إشراف شركته. وتشير مصادر حكومية إلى أن ذلك تم بغطاء أممي، ما أدى إلى تهميش شركات المطاحن اليمنية الكبرى.
ووفق تقرير حديث لبرنامج الأغذية العالمي، شهدت موانئ البحر الأحمر الخاضعة للحوثيين انخفاضاً في واردات الغذاء والوقود بنسبة 22.4% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بسبب تضرر البنية التحتية جراء الغارات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة.
وحذر التقرير من أن استمرار تراجع الواردات يهدد بانهيار الإمدادات الغذائية والوقودية، ما سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق الحوثيين.
بالتوازي مع ذلك، خفضت الأمم المتحدة وجود موظفيها الأجانب في مناطق الحوثيين إلى أدنى مستوى منذ عقود، عقب موجة اختطافات نفذتها الجماعة طالت 53 موظفاً يمنياً وداهمت خلالها مقار أممية في صنعاء.
وأكد المتحدث باسم المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، جون علم، أن 12 موظفاً أممياً غادروا صنعاء على متن رحلة إنسانية بعد احتجازهم لأيام، فيما لا يزال العشرات رهن الاعتقال التعسفي لدى الجماعة، إلى جانب موظفين من منظمات أخرى.
ويرى مراقبون أن تراجع الحضور الأممي وتعطّل العمليات الإغاثية يهددان بشلل شبه كامل لجهود المساعدات الإنسانية، في وقت تحذر فيه منظمات دولية من أن «القيود الحوثية وتراجع الواردات» قد يدفعان البلاد نحو مجاعة شاملة تطال نصف السكان، خصوصاً في مناطق سيطرة الجماعة المتحالفة مع إيران.
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول مجاعة وشيكة تهدد نصف سكان اليمن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق الحوثيين، يمكن الرجوع إلى موقع موقع الحرف 28 عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.