أزمة وشيكة في إمدادات القمح بعد توقف مطاحن البحر الأحمر عن العمل وتهريب روسي للحبوب للحوثيين

أزمة وشيكة في إمدادات القمح بعد توقف مطاحن البحر الأحمر عن العمل وتهريب روسي للحبوب للحوثيين

أعلنت شركة المحسن إخوان للتجارة والتوكيلات والمقاولات العامة، المالكة لمطاحن وصوامع غلال البحر الأحمر، التوقف الكامل، لأعمال المطاحن والصوامع عقب النفاد الكلي لمخزون القمح، مما ينذر بأزمة وشيكة للقمح والحبوب في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب.

جاء ذلك في بيان منسوب للشركة، اطلع عليه "برّان برس"، أشارت فيه إلى أن مخزونها من القمح نفد بشكل كلي، منذ يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، وهو ما أدى إلى تعطل المطاحن، مما ينذر باضطراب وشيك في إمدادات الدقيق والقمح في السوق المحلي.

وذكرت، أن مناشداتها السابقة لوزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، قوبلت بالتجاهل المتكرر، مشيرة إلى أنها وجهت مذكرات ومناشدات عاجلة للوزارة بشأن السماح بدخول شحنة القمح، لكنها قوبلت بصمت رسمي وعدم استجابة.

الشركة تبرأت صراحةً من مسؤوليتها عن أي نقص أو اضطراب في السوق، وقدمت اعتذارها لعملائها لعدم قدرتها على تلبية الطلبات المخصصة للمحافظات، مشيرة إلى إهمال الحوثيين، الذي قالت إنه "يهدد بشكل مباشر استقرار السوق الغذائي في العاصمة وبقية المحافظات المكتظة بالسكان".

واعتبر البيان ما حدث "إخفاق واضح في أداء وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار الحوثية التي يُفترض أن تكون في طليعة الجهات المعنية بحماية الأمن الغذائي"، داعية إلى تحرك فوري ومسؤول لتدارك الأزمة، محملةً الوزارة المسؤولية عن تداعيات التقصير، الذي يمس أحد أهم الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

تهريب روسي للقمح

في المقابل، ذكر تحقيق دولي أن سفينة شحن تحمل العلم الروسي تُدعى "إيرتيش" تتحدى العقوبات الغربية وتعمل على تهريب الحبوب من شبه جزيرة القرم المحتلة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على غرار أساليب الخداع التي استخدمتها السفن الأخرى المتورطة في ما تصفه أوكرانيا بسرقة الحبوب".

التحقيق، الذي نشرته منصة "بيلينغكات" الأوروبية، أكد أن السفينة "إيرتيش"، عطّلت نظام تتبّع موقعها في طريقها من وإلى ميناء "سيفاستوبول"، مشيراً إلى أنها توقفت إلزاميًا في جيبوتي للتفتيش من قِبل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، قبل الإبحار إلى ميناء الصليف الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا.

ووفق التحقيق، تم تحديد ثلاث سفن شحن روسية تقوم بهذه العمليات، وهي: "إيرتيش" (IMO: 9664976) و"ماتروس بوزينيتش" (IMO: 9573816) و"ظفر" (IMO: 9720263). وتعتمد هذه السفن على تعطيل أنظمة التتبّع الخاصة بها أثناء وجودها في ميناء سيفاستوبول المحتل، قبل أن تعيد تشغيلها خلال عبورها مضيق البوسفور.

وتبدأ رحلة السفن من محطة "أفليتا" للحبوب في سيفاستوبول، حيث يتم تحميلها بالحبوب، ثم تتجه إلى جيبوتي لتخضع هناك للتفتيش من قبل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن (UNVIM)، قبل أن تواصل رحلتها إلى ميناء الصليف في الحديدة الخاضع لسيطرة الميليشيا.

وأفادت آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش بأنها تلتزم بالبروتوكولات التشغيلية المعتمدة، مشيرة إلى أن تفويضها يقتصر على التحقق من الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن، دون النظر في العقوبات الوطنية أو الإقليمية الأحادية الجانب.

ويأتي هذا الكشف في وقت تعاني فيه اليمن من أزمة إنسانية حادة، حيث تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مساعدة عشرات الآلاف من اليمنيين الذين يعيشون في ظروف تشبه المجاعة، بينما يعاني خمسة ملايين شخص آخر من انعدام الأمن الغذائي.

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول أزمة وشيكة في إمدادات القمح بعد توقف مطاحن البحر الأحمر عن العمل وتهريب روسي للحبوب للحوثيين، يمكن الرجوع إلى موقع بران برس عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.