مأساة أسرة فيصل: صداقة تتحول إلى جريمة بالعصير المسموم
في أحد شوارع فيصل المزدحمة بالحياة ، كانت تبدو الأمور عادية تمامًا داخل شقة صغيرة بشارع سليم المتفرع من اللبيني، هناك كانت تعيش "ربة منزل" في الثلاثينات من عمرها مع أطفالها الثلاثة بعد انفصالها عن زوجها، تبحث عن بداية جديدة، وتظن أنها وجدت الأمان في صديقٍ قديم كان يُظهر اهتمامًا ورغبة في الارتباط بها، لكنها لم تكن تدري أن تلك الصداقة ستتحول إلى مأساة تهز الرأي العام فما القصة؟.
أسرار وحكايات في قضية أسرة فيصل
قبل أيام من الحادث بدأت الأم تشكو لصديقها من ضيق الحال وكثرة المسؤوليات، حيث وعد بمساعدتها، وزارها أكثر من مرة في الشقة، حتى أصبحت العلاقة بينهما محل شكٍ في الحي، ومع تزايد الخلافات بينهما بسبب شكه في سلوكها - بحسب أقوال المتهم أمام المباحث- فقرر الانتقال منها على طريقته الخاصة.
ففي مساء يوم 21 أكتوبر 2025 ، أحضر المتهم عبوة عصير ووضع فيها مادة سامة قوية المفعول، وقدمها للأم داخل الشقة، دقائق قليلة كانت كافية لتنهار أمامه وهي تصرخ من الألم، ارتبك الجاني، ونقلها إلى المستشفى بسرعة، وسجل بياناتها باسم مستعار، ثم اختفى بهدوء تاركًا جسدها يصارع الموت حتى فارقت الحياة لاحقًا.
لم يتوقف المتهم عند ذلك الحد؛ فبعد ثلاثة أيام فقط على واقعة الأم، عاد الجاني إلى الشقة ليلعب دور "المُنقذ" أمام الأطفال الثلاثة، وعرض عليهم الخروج في نزهة قصيرة حتى يغيروا من الأجواء التي يعيشونها بين جدران 4 حوائط، وفي طريقهم إلى النزهة، قدم المتهم لهم عصيرا يحتوي على نفس السم القاتل التي تجرعت منه والدتهم، فبينما الطفلان الأكبر سنًا شربا، رفض الصغير احتساء العصير بعد أن لاحظ طعمه الغريب.
لم تمر سوى دقائق وبدأ الشقيقان يتقيآن بشدة، فارتبك القاتل، حتى تركهما أمام العقار وفرّ هاربًا ، وألقى الطفل الأصغر في ترعة المنصورية للتخلص من أي شاهد قد يكشف جريمته.
مع إشراقة صباح اليوم التالي، فوجئ سكان شارع محمود حربي بمنظر مروّع؛ حيث عثروا على الطفلان ملقيان أمام مدخل العمارة، أحدهما بلا حراك والآخر يتنفس بصعوبة، فتم استدعاء الشرطة، وتبين أن الطفلين أشقاء، وأن والدتهم نُقلت إلى المستشفى قبل أيام وتوفيت بداخلها في ظروف غامضة.
وبعد مرور ساعات عثرت الأجهزة الأمنية على جثة الطفل الثالث طافية بترعة المنصورية، وعند سؤال جد الأطفال رد قائلًا: “بنتي كانت ست طيبة ومتدينة ومنتقبة.. كانت بتحفظ أولادها قرآن”.
وعند سؤال شقية المجني عليها المدعوة “زيزي” ردت والدموع تفيض من عينيها قائلة: “ربنا اللي هيبين الحق.. أختي غلبانة، اتظلمت في حياتها كتير، وكانت تعاني من كسر بقدمها لكن رغم كل هذا الآلم إلا انها كانت تحاول استكمال حياتها بشرف".
بدأت أجهزة الأمن سباقًا مع الزمن في مراجعة كاميرات المراقبة المثبتة أمام العقار والمحال المجاورة لتظهر المفاجأة، ان الرجل ذاته الذي نقل الأم إلى المستشفى هو نفسه الذي خرج برفقة الأطفال الثلاثة في اليوم التالي.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية المتهم بسرعة وتبين انه صاحب محل أدوية بيطرية من منطقة فيصل وجرى ضبطه خلال ساعات، ليعترف تفصيلًا بما فعل، مبررًا جريمته بـ“ الخلافات مع الأم ورغبته في التخلص منها”، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والعرض على النيابة العامة لتتولى مباشرة التحقيقات.
وأمرت النيابة العامة حبس المتهم على ذمة التحقيقات، وعرضه على معمل الطب الشرعي لأخذ عينة منه لبيان مدى تعاطيه المواد المخدرة من عدمه، كما تم انتداب الطب الشرعي لتشريح جثامين الضحايا وبيان نوع المادة السامة التي ترجعونها.
ويبقى أن جريمة "العصير المسموم" في فيصل لم تترك وراءها سوى أسئلة مؤلمة عن كيف يمكن للحب أن يتحول إلى مأساة؟ ولماذا ينهي المتهم حياة صديقته بدم بارد ثم يجهز على أطفالها لينهي حياتهم ليلحقوا بالأم؟، فما بين اعترافات المتهم وروايات أسرة الضحية تبقى الحقيقة أمام القضاء والرأي العام ينتظر حقيقة الواقعة.
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول مأساة أسرة فيصل: صداقة تتحول إلى جريمة بالعصير المسموم، يمكن الرجوع إلى موقع مصر تايمز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.