قمة بوسان: ترامب وشي يتفاوضان على التجارة وسط تصعيد نووي وتوترات عالمية

قمة بوسان: ترامب وشي يتفاوضان على التجارة وسط تصعيد نووي وتوترات عالمية

شهدت قاعدة جيمهاي الجوية بمدينة بوسان الكورية الجنوبية، اليوم الخميس، لقاءً ثنائيًا وُصف بـ«الحاسم» جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الصيني شي جين بينغ. يأتي هذا الاجتماع المرتقب كجزء من جولة آسيوية للرئيس الأمريكي تهدف إلى رسم ملامح اتفاق تجاري جديد ومستدام بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن الأجواء التي أحاطت بالقمة لم تكن هادئة، بل كانت مشحونة بتوتر دولي متصاعد، خاصة بعد الإعلان الأمريكي المفاجئ بشأن اختبارات نووية جديدة.

إعلان نووي يسبق القمة: توتر يلقي بظلاله على مفاوضات التجارة

لم يكد ترامب يصل إلى بوسان حتى فجّر قنبلة سياسية وأمنية، حيث أعلن قبل ساعات من لقائه مع شي أنه أصدر توجيهات لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ببدء اختبارات نووية جديدة. وقد أكد ترامب أن هذه الخطوة ستتم «على أساس المساواة» مع كل من روسيا والصين، في خطوة غير مسبوقة منذ عقود.

أثار هذا الإعلان قلقًا واسعًا في العواصم الكبرى، واعتبره محللون تصعيدًا كبيرًا يهدد جهود الأمن العالمي والحد من التسلح. إن توقيت الإعلان، قبيل القمة التجارية مباشرة، يشير إلى رغبة أمريكية واضحة في الضغط على بكين ليس فقط في الملف الاقتصادي، ولكن في ملفات التنافس الجيوسياسي والأمني الأكثر حساسية. فهل ينجح الزعيمان في الفصل بين ملف التجارة الحساس وملف الأمن النووي الذي يهدد الاستقرار العالمي؟

 إشادة متبادلة رغم الخلافات: محاولة لتوجيه العلاقات الثنائية

على الرغم من هذا التوتر الدولي، سادت اللقاء أجواء من الإشادة المتبادلة بين الزعيمين. أثنى ترامب على نظيره الصيني، واصفًا إياه بـ«قائد عظيم وصديق منذ زمن طويل»، مؤكدًا على الهدف الرئيسي من اللقاء وهو بناء علاقة اقتصادية أكثر توازنًا بين الولايات المتحدة والصين. تأتي هذه التصريحات في ظل محاولات للتهدئة بعد سنوات من الحرب التجارية وتبادل فرض الرسوم الجمركية.

في المقابل، لم يغفل شي جين بينغ عن الرد بإيجابية، حيث أشاد بجهود ترامب في «تحقيق السلام والاستقرار العالمي». الأهم من ذلك، أن الرئيس الصيني أكد أن «الخلافات بين واشنطن وبكين طبيعية ويمكن إدارتها بالحوار»، داعيًا إلى ضرورة «توجيه العلاقات الثنائية في المسار الصحيح». هذه التصريحات تعكس إدراكًا مشتركًا لضرورة احتواء التوترات والعمل على تفاهمات، خاصة في الملف الاقتصادي.

التجارة، التكنولوجيا، والطاقة: قضايا محورية لـ «إطار التعاون الجديد»

ركزت المحادثات، التي جرت في قاعة مغلقة وسط إجراءات أمنية مشددة، على مجموعة من الملفات الأساسية التي تشكل عماد العلاقات الأمريكية الصينية. في صلب الأجندة، كانت قضايا التجارة والتكنولوجيا والطاقة.

وفقًا لمصادر مطلعة، كان الهدف الرئيسي من اجتماع بوسان هو وضع إطار جديد للتعاون الاقتصادي بين البلدين. هذا الإطار يهدف إلى تجاوز تداعيات الحرب التجارية، ويشمل محاور هامة مثل:

تقليص القيود الجمركية: العمل على خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة التي كبلت التجارة العالمية لسنوات.

تعزيز الاستثمارات المتبادلة: خاصة في قطاعات المستقبل مثل التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة.

ضمان استقرار العلاقات الثنائية: في ظل التنافس الجيوسياسي المتصاعد في المحيطين الهادئ والهندي.

تظهر هذه الملفات إدراكًا من الجانبين بأن أي اتفاق تجاري جديد يجب أن يكون شاملًا ومتوازنًا، يراعي مصالح واشنطن في حماية ملكيتها الفكرية ومصالح بكين في استمرار نموها الاقتصادي كقوة عظمى. يبقى التحدي الأكبر في كيفية إدارة التنافس التكنولوجي، لا سيما في تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي.

ما بعد بوسان: هل تنجح القمة في احتواء التوتر؟

تُعد قمة بوسان خطوة أولى وحاسمة نحو إعادة تشكيل العلاقات الأمريكية الصينية المعقدة. اللقاء لم يكن فقط لتبادل الإشادة، بل كان محاولة جادة لـ«تأطير» التنافس الجيوسياسي المتصاعد وضمان عدم خروجه عن السيطرة، خاصة بعد التصعيد النووي الأخير.

إن نجاح الزعيمين في التوصل إلى خارطة طريق واضحة لـاتفاق تجاري جديد سيساهم بشكل كبير في طمأنة الأسواق العالمية ودفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي. لكن، في ظل خلفية التوترات الأمنية والجيوسياسية العميقة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن قمة بوسان من وضع أسس لسلام اقتصادي مستدام، أم أنها ستكون مجرد هدنة مؤقتة في حرب طويلة الأمد؟ العالم يترقب.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول قمة بوسان: ترامب وشي يتفاوضان على التجارة وسط تصعيد نووي وتوترات عالمية، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.