مكافحة الإفلات من العقاب: دعوة عالمية لحماية الصحفيين وتحقيق العدالة
السبت 01 نوفمبر ,2025 الساعة: 03:39 مساءً
متابعات
أحيا الاتحاد الدولي للصحفيين، بمشاركة نقاباته وجمعياته واتحاداته الأعضاء حول العالم، اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الذي يصادف الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، مجددًا دعوته للحكومات إلى اعتماد صك دولي ملزم يهدف إلى حماية الصحفيين وضمان محاسبة المعتدين عليهم.
وأعرب الاتحاد عن قلقه البالغ من الارتفاع المستمر في مستويات الترهيب والعنف ضد الصحفيين منذ إطلاق الأمم المتحدة هذا اليوم التذكاري قبل اثني عشر عامًا، مشيرًا إلى أن العديد من الصحفيين تعرضوا أثناء تغطية المظاهرات إلى الضرب أو الرش بالفلفل الحار أو إطلاق الرصاص المطاطي، رغم وضوح هويتهم الصحفية على ستراتهم وخوذهم.
وأوضح أن مقرات وسائل إعلام عدة تعرضت للتخريب أو المداهمة من قبل مجهولين، فيما استُهدفت الصحفيات بشكل خاص بحملات كراهية على الإنترنت، شملت تهديدات بالاغتصاب أو القتل وتسريب معلومات شخصية.
وفي حالات أكثر خطورة، اختفى صحفيون أثناء عملهم على تحقيقات تتعلق بالفساد أو الجريمة المنظمة، أو عُثر عليهم قتلى في ظروف غامضة، كما استُهدف آخرون مباشرة أثناء تغطيتهم للحروب.
وبحسب أحدث إحصاءات الاتحاد الدولي للصحفيين، قُتل ما لا يقل عن 99 صحفيًا وعاملًا في وسائل الإعلام منذ بداية عام 2025 أثناء أداء مهامهم، غالبيتهم في مناطق النزاع، إذ قُتل 50 صحفيًا في غزة، و8 في أوكرانيا، و6 في السودان.
من جانبها، ذكرت منظمة اليونسكو أن واحدًا فقط من كل عشر حالات قتل لصحفيين يخضع للتحقيق، ما يعكس استمرار ظاهرة الإفلات من العقاب وتزايد المخاطر التي تهدد حرية الصحافة حول العالم.
وفي إطار حملة هذا العام، سلّط الاتحاد الدولي للصحفيين الضوء على أربع قضايا نموذجية لا تزال دون عدالة حتى اليوم:
شيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية الأمريكية في قناة الجزيرة، قُتلت برصاص جندي إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية المحتلة في 11 مايو/أيار 2022 أثناء تغطيتها الميدانية، رغم ارتدائها سترة وخوذة تحمل بوضوح كلمة "صحافة"، ولم يُحاسَب أحد على مقتلها.
فريديريك نيراك، المصور الفرنسي في القناة البريطانية، اختفى في العراق في 22 مارس/آذار 2003، ولم يُعثر له على أثر حتى اليوم، رغم العثور على بطاقته الشخصية.
براجيث إكناليغودا، الصحفي والرسام الاستقصائي السريلانكي، اختُطف في 24 يناير/كانون الثاني 2010 في العاصمة كولومبو، ولم تُجرَ أي تحقيقات فعالة بشأن قضيته حتى الآن.
هوغو بوستيوس سافيدرا، الصحفي البيروفي، اغتيل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1988 على يد دورية تابعة للجيش، ولم تتحقق العدالة إلا بعد 36 عامًا حين أُدين الجنرال السابق دانييل أورريستي إليرا بالسجن 12 عامًا لدوره في الجريمة.
وقالت دومينيك براداليي، رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين: "إن السماح لقتلة الصحفيين ومعتديهم بالإفلات من العقاب يبعث برسالة مرعبة مفادها أن أصحاب النفوذ قادرون على إسكات الأصوات وتحطيم الأسر ومحو القصص والهروب من المساءلة. وتُترك عائلات الصحفيين في حزن وعجز تام، فيما تُحرم المجتمعات من الوصول إلى معلومات حيوية ويُسلب الحق الجماعي في المعرفة."
وأضافت براداليي: "إن مكافحة الإفلات من العقاب مسؤولية عالمية مشتركة، ونحن بحاجة إلى صك دولي ملزم لحماية الصحفيين، يُلزم الحكومات بتحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنهاء هذه الظاهرة المدمرة."
وطالب الاتحاد الدولي للصحفيين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدعم الاتفاقية الدولية الخاصة بسلامة واستقلال الصحفيين، داعيًا الحكومات إلى إعلان دعمها العلني لتشجيع الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتمادها، مؤكدًا أن "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب، في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، سيفقد معناه الحقيقي إن لم يُتخذ عمل ملموس لتحقيق العدالة للصحفيين".
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول مكافحة الإفلات من العقاب: دعوة عالمية لحماية الصحفيين وتحقيق العدالة، يمكن الرجوع إلى موقع موقع الحرف 28 عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.