ارتباك حوثي بعد انشقاقات عسكرية تزلزل صفوف المليشيا

ارتباك حوثي بعد انشقاقات عسكرية تزلزل صفوف المليشيا

الإثنين 03 نوفمبر ,2025 الساعة: 09:51 مساءً

تقرير خاص- الحرف 28

بعد أن أعلنت قيادات في صفوف مليشيا الحوثي المصنَّفة على قائمة الإرهاب، انشقاقها عن المليشيا والتحاقها بالقوات الحكومية، لوحظت حالة ارتباك لدى الجماعة، ومحاولة لتبرير تلك الانشقاقات بأنها غير مهمة.

لكن تحركاتها كشفت حالة الخوف التي تعيشها المليشيا، إذ لجأت إلى الاختطافات والمداهمات وحشد الوقفات، وإجبار المواطنين على الإدلاء بتصريحات يتبرأون فيها ممن تصفهم بـ"الخونة والعملاء".

ورغم رمزية تلك الانشقاقات، فإنها هزّت كيان مليشيا الحوثي، وجعلتها تدخل في حالة استنفار بالمناطق التي ينتمي إليها المنشقّون.

انشقاقات معلنة

العميد صلاح الصلاحي، المنحدر من منطقة الأمجود بمديرية شرعب السلام شمال تعز، وكان قائد اللواء العاشر "صماد" التابع للحوثيين، أعلن في 21 أكتوبر المنصرم انشقاقه عن مليشيا الحوثي وانضمامه إلى قوات الجيش في مأرب.

ودعا الصلاحي، في فيديو خلال إعلان انشقاقه، جميع مقاتلي المليشيا إلى العودة إلى حضن الوطن والجمهورية، وترك القتال وعدم توريط أنفسهم في جرائم المليشيا التي تزجّ بأبناء اليمن في المحارق.

وفي 25 أكتوبر أيضًا، أعلنت قوات العمالقة استقبالها القيادي المنشق من صفوف مليشيا الحوثي الشيخ عبده أحمد عبده عوض، شيخ منطقة حاضية بمديرية مقبنة، محافظة تعز، وقائد السرية الثانية فيما يسمى باللواء السادس "كرار" في صفوف المليشيا بجبهة الساحل.

وفي تسجيل مصوَّر، أكد الشيخ عبده أحمد عوض انشقاقه عن صفوف مليشيا الحوثي، داعيًا المغرَّر بهم في صفوفها، من مشايخ وقيادات عسكرية، إلى العودة إلى حضن الوطن ونبذ الجماعة وأفكارها الضلالية وأعمالها الإرهابية التي تنتهجها لتدمير الوطن.

وتحدث في تصريحه عن تدهور الأوضاع الداخلية لجبهات الحوثيين، على عكس ما تروّج له وسائل إعلامهم، موضحًا أن تسليح المليشيا يفتقر بشدة للذخائر والأسلحة، وأنها عاجزة عن توفير متطلبات المقاتلين.

وأشار إلى تعمّد المليشيا تجنيد الأطفال والرجال الأميين غير المتعلمين بكثرة، وإدخالهم دورات ثقافية لتعبئة عقولهم بالأفكار المضللة والمغلوطة.

وقالت مصادر في القوات الحكومية إن هناك أفرادًا آخرين انضموا إلى صفوفها، ولم يُكشف عن أسمائهم حفاظًا على أسرهم وممتلكاتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.

مخاوف حوثية

لم تتأخر مليشيا الحوثي في الردّ على المنشقين، إذ اعتبرت الانشقاقات "خيانة عظمى". 

وبعد إعلان الصلاحي انضمامه إلى القوات الحكومية، اقتحمت عناصر حوثية منزلًا كان يسكنه في الحوبان شرق تعز، ونهبت محتوياته، وأصدرت بحقه حكمًا بالردة، فيما دفعت بتعزيزات إلى عزلة الأمجود مسقط رأسه ومناطق أخرى في شرعب.

وأجبرت المليشيا مشايخ وشخصيات اجتماعية في شرعب الرونة والسلام على تنظيم وقفات، وانتزعت منهم تصريحات أعلنوا فيها التبرؤ من ما أسموهم ب"الخونة".

وفي منطقة حاضية بمديرية مقبنة، نفّذت المليشيا حملة مداهمات واختطافات متكررة طالت عددًا من المواطنين، بينهم أقارب الشيخ عبده عوض، بما في ذلك شقيقه، وما زالت المليشيا تواصل اقتحاماتها في المنطقة في محاولة للانتقام وبثّ الرعب في أوساط السكان.

كما أطلقت عناصرها رسائل وتسجيلات تهديد، قالت فيها إن "الخونة والعملاء مرصودون ومراقبون"، وفق ما نقلته مصادر محلية.

من خلال تلك التحركات والتهديدات، تسعى المليشيا الحوثية إلى بثّ الخوف في نفوس المواطنين والمجندين الآخرين في صفوفها، في حال فكروا بالانشقاق، وفقا لمتابعين.

رمزية الانشقاقات

يرى محللون عسكريون أن هذه الانشقاقات تعكس تصدعات متزايدة في بنية المليشيا، وتدل على ضعف الثقة الداخلية وتراجع معنويات مقاتليها، خصوصا بعد إعلان وقف الحرب في غزة التي كانت تدعي المليشيا أنها في حرب مع الكيان للهروب من الضغط الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ويعتبر آخرون أن الانشقاقات – رغم أهميتها الرمزية – لن تغيّر موازين القوى ميدانيًا على المدى القصير، لكنها تكشف هشاشة مشروع الحوثي وعمق التناقضات داخل صفوفه.

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول ارتباك حوثي بعد انشقاقات عسكرية تزلزل صفوف المليشيا، يمكن الرجوع إلى موقع موقع الحرف 28 عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.