المجلس الانتقالي الجنوبي يرد بحزم على تصريحات وزير الخارجية ويؤكد: لا تمثل موقف الحكومة الشرعية
يشهد المشهد السياسي في جنوب اليمن موجة جديدة من الجدل عقب التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية شايع محسن، التي وُصفت بأنها «مسيئة» لقضية شعب الجنوب، ومناقضة للتفاهمات السياسية القائمة بين الأطراف الموقّعة على اتفاق الرياض.
وقد سارع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إصدار بيان رسمي عبّر فيه عن رفضه واستنكاره الشديدين لتلك التصريحات، مؤكدًا أن ما صدر عن الوزير لا يمثل موقف الحكومة الشرعية ولا يعكس روح الشراكة القائمة مع التحالف العربي.
تصريحات مثيرة للجدل.. خروج عن التفاهمات السياسية
أشار المجلس الانتقالي في بيانه إلى أن ما أدلى به الوزير شايع محسن يمثل رأيًا شخصيًا لا يمت بصلة إلى التفاهمات الرسمية أو الالتزامات التي جرى التوافق عليها بين الشركاء السياسيين.
وأكد أن هذه التصريحات حملت إساءة صريحة لقضية الجنوب، ومحاولة لقلب حقائق الشراكة المنبثقة عن اتفاق الرياض ومشاورات الرياض، في وقت تشهد فيه البلاد مرحلة دقيقة من المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب وتثبيت أسس السلام.
ويأتي هذا الموقف في ظل جهود متواصلة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي لترسيخ مبدأ الشراكة والتوازن السياسي، خصوصًا في مؤسسات الدولة ومواقع صنع القرار، بما يعكس تطلعات الشعب الجنوبي وتضحياته الكبيرة في سبيل استعادة دولته وهويته الوطنية.
اتهامات بالممارسات الإقصائية داخل الوزارة
وأوضح البيان أن الوزير شايع محسن تبنى خلال الفترة الماضية نهجًا إقصائيًا ممنهجًا ضد كوادر الجنوب في وزارة الخارجية، عبر إضعاف تمثيلهم واستبعادهم من المواقع القيادية، في مخالفة صريحة لأسس التوازن والشراكة التي نصت عليها اتفاقات الرياض.
وعدّ المجلس هذه الممارسات مؤشرًا على محاولات لإعادة إنتاج المركزية القديمة التي لطالما عانى منها الجنوب، معتبرًا أن أي تجاوز لهذه التفاهمات من شأنه أن يعمّق حالة الانقسام السياسي ويقوّض فرص التفاهم الوطني.
كما دعا المجلس شركاءه في الحكومة إلى مراجعة هذه السلوكيات بعين المسؤولية، والحرص على ضمان عدالة التمثيل واحترام التزامات اتفاق الرياض الذي يشكل حجر الزاوية في عملية الاستقرار السياسي الجنوبي.
قضية الجنوب.. حق مشروع وثابت لا يقبل المساومة
في خضم هذا الجدل، أعاد المجلس الانتقالي التأكيد على أن قضية شعب الجنوب ليست موضوعًا سياسيًا عابرًا، بل هي قضية وطنية جوهرية عمدتها التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الجنوب منذ عقود.
وأكد البيان أن نضالات الجنوبيين «فرضت واقعًا جديدًا على الأرض» تم الاعتراف به في التفاهمات السياسية وفي مفاوضات وقف الحرب، وأن حق استعادة دولة الجنوب يمثل خيارًا أصيلًا لا يمكن تجاوزه أو المساومة عليه.
ويعتبر هذا التأكيد رسالة واضحة لجميع الأطراف بأن المجلس الانتقالي يتمسك بثوابته الوطنية، وأنه يسعى نحو حل سياسي شامل يضمن حق الجنوب في تقرير مصيره ضمن إطار تفاهمات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتحالف العربي.
دعوة إلى ضبط الخطاب السياسي وحماية روح الشراكة
وفي ضوء ما اعتبره «تجاوزًا خطيرًا»، دعا المجلس الانتقالي الجنوبي حكومة اتفاق الرياض إلى توضيح موقفها الرسمي من تصريحات وزير الخارجية، واتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه المواقف التي تضر بروح الشراكة والتوافق الوطني.
كما حذر المجلس من مغبة استمرار الخطابات المستفزة التي تثير الانقسامات وتؤجج التوتر في وقت تسعى فيه الأطراف كافة لتوحيد الجهود نحو إحلال السلام، معتبرًا أن وحدة الصف في هذه المرحلة الحساسة «ضرورة وطنية لا يمكن التفريط بها».
التحالف العربي والتفاهمات المستقبلية
تأتي هذه الأزمة السياسية في وقت تشهد فيه العلاقات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي مزيدًا من التفاهم والتقارب، خاصة بعد النجاحات الأمنية والسياسية التي حققها المجلس في إدارة المحافظات الجنوبية وتعزيز الاستقرار فيها.
ويرى مراقبون أن المجلس يسعى من خلال مواقفه الواضحة إلى ترسيخ معادلة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل، وضمان تمثيل الجنوب كطرف فاعل في أي مفاوضات سياسية قادمة، خصوصًا مع قرب استئناف المشاورات حول الحل الشامل للأزمة اليمنية.
ويؤكد المجلس الانتقالي أن هذه المرحلة تتطلب خطابًا مسؤولًا يعبّر عن تطلعات الجميع، بعيدًا عن أي محاولات لإقصاء أو تهميش طرف على حساب آخر.
تأكيد على الاستقلالية السياسية وتماسك الصف الجنوبي
يأتي موقف المجلس الانتقالي الجنوبي في إطار استراتيجيته الثابتة للحفاظ على وحدة الصف الجنوبي، والتمسك بمطالبه السياسية المشروعة بعيدًا عن التجاذبات.
ويُنظر إلى هذه المواقف على أنها تعبير عن نضج سياسي متنامٍ لدى قيادة المجلس، التي تسعى إلى إدارة الخلافات بالحوار والمسؤولية، دون التفريط في الثوابت الوطنية التي تشكّل جوهر القضية الجنوبية.
كما شدد البيان على أن أي محاولات لإضعاف تمثيل الجنوب أو المساس بقضيته لن تمر دون رد سياسي حازم، وأن المجلس سيظل صوت الجنوب المعبّر عن تطلعاته في الحرية والعدالة والاستقلال.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول المجلس الانتقالي الجنوبي يرد بحزم على تصريحات وزير الخارجية ويؤكد: لا تمثل موقف الحكومة الشرعية، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.