دراسة أكاديمية تكشف تحول العلاقة بين الحوثيين وطهران من الوكالة إلى شراكة استراتيجية معقدة

دراسة أكاديمية تكشف تحول العلاقة بين الحوثيين وطهران من الوكالة إلى شراكة استراتيجية معقدة

الأربعاء 19 نوفمبر ,2025 الساعة: 04:47 مساءً

متابعات

تقف دراسة أكاديمية حديثة صادرة عن جامعة تعز على طبيعة التحالف بين الحوثيين وطهران، لتفكك سردية "الوكالة" التقليدية، وتكشف تحوّل العلاقة إلى شراكة استراتيجية معقدة تتجاوز حدود التبعية.

الدراسة التي أعدها الباحث بلال الطيب، تحت إشراف الدكتورة لميس الشجاع، تغوص عميقاً خلف دخان المعارك لتشريح العلاقة بين العمامة الإيرانية والصرخة الحوثية، موضحة كيف تحولت الجماعة من مجرد متعاطف أيديولوجي إلى ذراع هجومي يهدد شريان الملاحة الدولية.

نقد السرديات الكلاسيكية

تتجاوز الدراسة الطرح التقليدي لطرفي النزاع؛ فهي تنتقد نموذج التبعية المطلقة الذي تتبناه الحكومة اليمنية والتحالف العربي، وفي الوقت ذاته تفند نموذج الاستقلالية الثورية الذي يروج له الحوثيون. وبدلاً من ذلك، يقترح الباحث نموذج التحالف المعقد.

وتشير الدراسة إلى أنَّ طهران لم تخلق الحوثيين من العدم، حيث وجدت فيهم نبتة محلية تشترك معها في جينات ثورية وتكتيكات الوصول للسلطة، رغم الاختلاف العقائدي بين المشروع الإثني عشري في إيران والمذهب الزيدي في اليمن. وتؤكد الدراسة أن العلاقة بنيت على تقاطع المصالح البراغماتية أكثر من التطابق المذهبي التام.

المتغير المستقل الذي قلب المعادلة

لعل أخطر ما تكشفه الدراسة هو الدور العكسي الذي لعبته الحرب في تعزيز هذا التحالف. حيث تجادل  بأن عملية عاصفة الحزم في 2015م، التي هدفت أساساً لقطع يد إيران في اليمن، أدت للمفارقة إلى تعميق الجراح لدرجة الالتحام.

ويرصد الباحث تحولاً دراماتيكياً في مسار العلاقة؛ فقبل عام 2014، كان الدعم الإيراني يقتصر على تعاطف سياسي وإعجاب بنموذج الثورة الإسلامية. ولكن، مع فرض العزلة الدولية والقصف الجوي المكثف، أُجبر الحوثيون قسراً على الارتماء في الحضن الإيراني كـضرورة وجودية، مما فتح الباب لتدفق التكنولوجيا العسكرية النوعية (طائرات مسيرة، صواريخ باليستية)، محولاً الميليشيا المحلية إلى جيش نظامي مصغر.

ما بعد 7 أكتوبر..

تتوقف الدراسة عند محطة "طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م، باعتبارها نقطة تحول مفصلية. ففي خضم الأحداث، أعاد الحوثيون تعريف وظيفتهم الجيوسياسية، منتقلين من مربع الدفاع عن معاقلهم في صعدة وصنعاء، إلى مربع الهجوم الاستراتيجي في البحر الأحمر.

ووفقاً للتحليل، حقق هذا التحول مكاسب مزدوجة للطرفين:

- إيرانياً: حصلت طهران على قدرة خنق الملاحة الدولية والضغط على الغرب بتكلفة صفرية تقريباً، مع الاحتفاظ بورقة الإنكار المعقول لتجنب الحرب المباشرة.

- حوثياً: اكتسبت الجماعة شرعية ثورية عابرة للحدود تحت شعار نصرة فلسطين، مع ضمان استمرار المظلة العسكرية والسياسية الإيرانية لبقائهم.

مستقبل التحالف

تخلص الدراسة في استشرافها للمستقبل إلى نتيجة قاتمة لخصوم هذا المحور، مؤكدة أن سيناريو فك الارتباط بين صنعاء وطهران بات مستبعداً.

وتختتم بالتأكيد على أن العلاقة تجاوزت مرحلة الوكالة الميكانيكية لتصبح شراكة عضوية. ورغم الهامش البراغماتي الذي قد يمارسه الحوثيون أحياناً وفق مصالحهم المحلية، إلا أن التشابك الاستراتيجي ووحدة المصير جعلا من الطرفين توأماً سياسياً يصعب فصله جراحياً دون التسبب بنزيف حاد يهدد وجودهما معاً.

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول دراسة أكاديمية تكشف تحول العلاقة بين الحوثيين وطهران من الوكالة إلى شراكة استراتيجية معقدة، يمكن الرجوع إلى موقع موقع الحرف 28 عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.