احتلال غزة يرتكب مجزرة في مجمع ناصر الطبي: 15 شهيدًا بينهم 3 صحفيين

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة مروّعة استهدفت مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء 15 شهيدًا بينهم ثلاثة صحفيين، وضابط إسعاف في الدفاع المدني، إلى جانب عدد من المدنيين الذين كانوا يتلقون العلاج أو يحاولون النجاة من القصف المستمر.
تفاصيل المجزرة في مجمع ناصر الطبي
أفادت مصادر طبية ومحلية أن قوات الاحتلال قصفت محيط مجمع ناصر الطبي بشكل مباشر، رغم كونه أكبر مستشفى يعمل في جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين جراء العدوان المتواصل. وأسفر القصف عن استشهاد:
الصحفي حسام المصري.
الصحفي محمد سلامة.
الصحفية مريم أبو دقة.
ضابط الإسعاف في الدفاع المدني عبد الله الشاعر.
عشرة مواطنين آخرين من المرضى والمصابين والنازحين الذين احتموا بالمستشفى.
وتؤكد هذه المجزرة استمرار الاحتلال في استهداف الكوادر الطبية والإعلامية والمؤسسات الصحية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تحمي المستشفيات والطواقم الصحفية.
استهداف الصحفيين.. محاولة لإسكات الحقيقة
منذ بداية العدوان على غزة، يتعمد الاحتلال استهداف الصحفيين بهدف تغييب الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض. فاستشهاد حسام المصري، محمد سلامة، ومريم أبو دقة في قصف مجمع ناصر الطبي يأتي استمرارًا لمسلسل طويل من الاغتيالات التي طالت أكثر من 100 صحفي منذ اندلاع الحرب.
ويؤكد هذا الاستهداف أن الاحتلال يسعى إلى طمس الجرائم، ومنع الإعلام الحر من توثيق معاناة المدنيين، وإيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم.
ضابط إسعاف يرحل أثناء أداء واجبه الإنساني
الشهيد عبد الله الشاعر، أحد ضباط الإسعاف في الدفاع المدني، ارتقى خلال محاولته إنقاذ أرواح الجرحى في محيط مجمع ناصر.
استشهاده يسلط الضوء على المخاطر الكبيرة التي تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني، حيث يعملون في ظروف خطيرة دون أي ضمانات للحماية.
وقد وثقت منظمات دولية عشرات الجرائم التي استهدفت المسعفين، الأمر الذي يُعد انتهاكًا مباشرًا لاتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية العاملين في المجال الطبي.
المستشفيات في غزة.. بين القصف والحصار
لم يكن مجمع ناصر الطبي أول ولا آخر المستشفيات المستهدفة. فمنذ بداية العدوان، تعرّضت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية للقصف المباشر، أو أُجبرت على التوقف عن العمل بسبب نفاد الوقود والأدوية وانقطاع الكهرباء.
هذه الاستهدافات الممنهجة جعلت أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة بلا خدمات صحية أساسية، فيما حذرت منظمات أممية من انهيار كامل للمنظومة الصحية.
الموقف الدولي.. إدانات دون رادع
رغم بشاعة المجازر المتكررة بحق المدنيين والصحفيين والمسعفين، يكتفي المجتمع الدولي غالبًا ببيانات تنديد وإدانة لا ترتقي لمستوى الفعل المطلوب.
المنظمات الحقوقية دعت إلى:
إجراء تحقيق دولي مستقل في الجرائم المرتكبة بحق الكوادر الطبية والإعلامية.
تفعيل آليات المحاسبة الدولية ضد قادة الاحتلال.
توفير حماية دولية للمستشفيات والصحفيين والعاملين في الدفاع المدني.
لكن حتى الآن، لم تُتخذ إجراءات حقيقية توقف آلة الحرب التي تفتك بالمدنيين يوميًا.
الإعلام الفلسطيني.. شجاعة في مواجهة الخطر
رغم التضحيات الجسيمة، يواصل الصحفيون الفلسطينيون نقل الحقيقة من قلب الميدان، مسطرين أروع صور الشجاعة المهنية. فقد أثبتت تجربة العدوان أن الإعلام الفلسطيني، رغم الخسائر الفادحة، سيبقى الصوت الحر الذي يكشف جرائم الاحتلال.
وتمثل تضحيات حسام المصري، محمد سلامة، ومريم أبو دقة رمزًا لصمود الكلمة الحرة التي لا يمكن إسكاتها بالقوة أو القصف.
آثار المجزرة على الوضع الإنساني
تزايد أعداد الجرحى الذين لا يجدون مكانًا للعلاج بسبب خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.
نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
تفاقم أوضاع النازحين الذين احتموا بالمستشفيات كملاجئ آمنة قبل أن تتحول إلى أهداف للقصف.
ارتفاع مستوى الخوف والقلق لدى الطواقم الطبية والصحفية التي باتت تعمل تحت تهديد دائم.
الحاجة العاجلة لتحرك دولي
الجريمة الأخيرة في مجمع ناصر الطبي تكشف أن الاحتلال لا يتورع عن استهداف كل ما هو إنساني. لذا فإن أي صمت دولي سيعني مزيدًا من الضحايا.
المطلوب اليوم:
ضغط سياسي وقانوني لوقف العدوان فورًا.
إرسال فرق دولية لحماية المستشفيات ومراكز الإغاثة.
إدخال مساعدات عاجلة من أدوية ووقود لتشغيل المستشفيات.
محاكمة قادة الاحتلال على جرائم الحرب بحق المدنيين.
إن استشهاد 15 فلسطينيًا بينهم ثلاثة صحفيين وضابط إسعاف في قصف مجمع ناصر الطبي يمثل جريمة مكتملة الأركان بحق الإنسانية، ويؤكد أن الاحتلال يستهدف كل أشكال الحياة في غزة. هذه الجريمة وغيرها من المجازر تتطلب موقفًا دوليًا عاجلًا يتجاوز الإدانة اللفظية إلى خطوات عملية لوقف العدوان، ومحاسبة المجرمين، وضمان حماية الصحفيين والطواقم الطبية.
دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وستبقى تذكيرًا للعالم أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن حريته غاليًا، وأن الكلمة الحرة ستبقى أقوى من الرصاص.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول احتلال غزة يرتكب مجزرة في مجمع ناصر الطبي: 15 شهيدًا بينهم 3 صحفيين، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.