الخميس الدامي يكشف ضعف الأمن الحوثي ويهدد أسطورة الحصانة

الخميس الدامي يكشف ضعف الأمن الحوثي ويهدد أسطورة الحصانة

الإثنين 08 سبتمبر ,2025 الساعة: 10:12 صباحاً

أظهر الهجوم الذي استهدف مقار جماعة الحوثي في 28 أغسطس الماضي ضعفًا واضحًا في البروتوكولات الأمنية للجماعة، ما فضح أسطورة الحصانة التي حاولت الجماعة ترسيخها لسنوات طويلة عبر القمع والرقابة المشددة والاعتقالات الواسعة. 

وأفاد الصحفي فارس الحميري، وفق معلومات من مصادر مطلعة، بأن رئيس وزراء حكومة الحوثيين غير المعترف بها، أحمد الرهوي، وأعضاء الحكومة تلقوا مساء 27 أغسطس تعميمًا داخليًا عبر تطبيق واتساب من مسؤول دائرة الأمن برئاسة الوزراء، المدعو "أبو راغب"، والذي يشرف منذ فترة طويلة على تحركات الرهوي ومن سبقه عبدالعزيز بن حبتور. 

ويُعرف "أبو راغب" بأنه أحد الشخصيات العقائدية المخلصة للجماعة منذ مرافقته مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، وهو مرتبط مباشرة بما يسمى "مكتب السيد". 

وفي صباح الخميس المميت، نقلت الحكومة الحوثية أعضاءها إلى فيلا في منطقة حدة، بعد عملية تحرك دقيقة عبر بروتوكول متعدد المراحل، مع الإبقاء على الحراسة الشخصية والسيارات في موقع مؤقت قبل التوجه إلى الفيلا المستهدفة. 

وعادة لا يتم الإعلان مسبقًا عن أماكن الاجتماعات، وتُنفذ التحركات بسرية تامة لضمان الحد الأقصى من الحماية، وتُعقد الجلسات غالبًا في مواقع سرية مثل قبو وزارة النفط والمعادن في شارع الزبيري أو فلل مستأجرة بأسماء مؤسسات تعليمية، مع تغييب غالبية الوزراء عن بعض الاجتماعات، بما في ذلك وزراء العقائديين. 

ويعتمد الحوثيون على بروتوكولات أمنية معقدة لكنها تقليدية، ترتكز على الحراسة المكثفة والمراقبة المستمرة، مع عدم الثقة بالمجتمع حتى المقربين والموالين، وهو ما يجعل منظومتهم الأمنية عرضة للاختراقات البشرية. 

وأكد خبراء أمنيون أن جوهر كل بروتوكول ناجح يكمن في الثقة بالمجتمع، وليس التعقيد المفرط أو كثرة الإجراءات، مؤكدين أن بساطة البروتوكولات الأمنية غالبًا ما توفر حماية أكبر. 

وعقب الهجوم، شن الحوثيون حملة مداهمات واعتقالات طالت مسؤولين في رئاسة الوزراء وموظفين أممين، كما تم تفتيش منازل في أحياء عدة بالعاصمة ومديرية همدان، والقبض على بعض أقارب وزراء الجماعة. 

وتمت مصادرة أجهزة إلكترونية وأقراص صلبة وهواتف محمولة من مقرات أممية وشخصيات معارضة للجماعة. وركزت الجماعة خلال التحقيقات على البحث عن "عامل بشري محتمل" وراء الهجوم، فيما استبعدت فرضية الاختراق الإلكتروني سواء عبر الرسائل أو تتبع الاتصالات أو البيانات الحساسة. 

وتكشف هذه الأحداث أن الجماعة، رغم اعتمادها على بروتوكولات معقدة ونمطية، ليست بمنأى عن الاختراقات المفاجئة، وأن هشاشة منظومتها الأمنية يمكن أن تُستغل سواء داخليًا أو خارجيًا، ما يشير إلى حدود سيطرتها الفعلية على مؤسساتها ومقارها الحيوية.

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول الخميس الدامي يكشف ضعف الأمن الحوثي ويهدد أسطورة الحصانة، يمكن الرجوع إلى موقع موقع الحرف 28 عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.