فيديو مسرب لقاتل المشهري يكشف مؤامرة جديدة ضد تعز
كشف مقطع الفيديو الجديد المسرب لقاتل مديرة صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، محمد صادق المخلافي، حجم المؤامرة التي تحاك لمدينة تعز.
في الفيديو المسرب مؤخرا، ظهر الشاب القاتل "محمد صادق" الذي قتل بعد أسبوع من تنفيذه جريمة القتل بحق المشهري إثر مواجهة مع الحملة الأمنية، وهو ويحرض على السلطة المحلية وكل الأجهزة الأمنية، بطريقة تكشف حجم المخطط الذي كان يحاك للمدينة، كانقلاب متكامل الأركان من أطراف تتربص بالمدينة في إطار المكايدات السياسية.
ظهر القاتل يتحدث عن تنفيذه لجريمة القتل وهو يسخر من أجهزة الأمن ويصف الدولة من مدير الأمن إلى المحافظ بالفاشلين، ويقول بالنص "تعز خربانه.. خربانه.. لو كانوا شددوا ولاحقوني فور ما أبلغت عنه المشهري، إنهم منعوا جريمة قتله للمشهري، لكنهم فاشلون من مدير الأمن إلى المحافظ"، في تصريحات عدّها مراقبون اعتراف ضمني بحجم المؤامرة التي تحاك لتعز، من قبل أطراف تسعى لبسط نفوذها على كافة تراب المحافظة لأشياء في نفس يعقوب.
فاختيار تصفية "المشهري" كشخصية عرفت بحضورها الفاعل ليس مجرد خلافات شخصية بشأن مستحقات مالية وتقاسم الإيرادات، بل استثمار الغضب الشعبي المندد بالجريمة للتخلص وازاحة كل القائمين على السلطة في تعز. ولذا يرى كثيرون أن الجريمة نُفذت بتحريض من أطراف نافذة وليست مجرد خلاف شخصي.
اغتيال المشهري قوبل باهتمام كبير؛ لكون القتلة مكشوفين للرأي العام، ويمثلون نموذجا للجريمة، وموضع شكوى وسخط شعبي داخل المدينة منذ سنوات، حيث اعترف القاتل في مقطع فيديو سابق سرب بعد يومين من مقتله أن من حرضه لجريمة القتل الشيخ حمود سعيد المخلافي قائد المقاومة الشعبية في تعز وشقيقه محمد سيعد أيضا، في اعترافات عدها محللون في علم النفس الاجتماعي تهرب من الحقيقة بإلقاء التهم على شخصيات أخرى لكنه يخفي متنفذين كبارا نفذوا الجريمة من خلاله.
وسبق اغتيال المشهري حملة إعلامية ممنهجة استهدفت افراد الجيش الوطني المرابطين في جبهات القتال وعلى حدود التماس مع جماعة الحوثي، التي تقبع على أطراف مدينة تعز.
كما رافقت جريمة اغتيال المشهري حملات ممنهجة حتى اليوم، من قبل كتاب وصحفيون وناشطون مأجورون محسوبون على العميد طارق صالح المدعوم إماراتيا، في خطوة تعيدنا للوراء وتذكرنا بأحداث عمران وصنعاء وتبرير جائحة الحوثيين.
وفي إطار الحملة الممنهجة أيضا طالب العشرات من المحتجين الذين نصبوا خيام الاعتصام أمام مبنى السلطة المحلية، بإقالة محافظ تعز نبيل شمسان ووكلاء المحافظة ومدير الأمن وقائد محور تعز.
وعلى غرار مطالب المعتصمين، أكد مصدر مسؤول في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي يرأسه طارق صالح، مطلع أكتوبر الجاري، دعمه الكامل لمطالب أبناء محافظة تعز، ووقوفه إلى جانبهم في كل ما سماه "تعزيز مكانة المحافظة وتلبية تطلعات مجتمعها".
وتعليقا على ذلك قالت
الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قالت إن "سيل الفيديوهات على هذا النحو يخبرني أنها مؤامرة مديرة للنيل من مقاومة تعز وجيشها، ويهمس أن المستفيد من ذلك طارق صالح وشقيقه عمار.
من جانبه قال الصحفي محمد العليمي إن "الفيديو الأخير للقاتل محمد صادق المخلافي يدل دلالة كبيرة على أن هناك ما كان يُحاك لمحافظة تعز".
وأضاف "حديثه يدعم تدمير السلطة المحلية من أعلاها إلى أسفلها وتغيير الوضع كليا في تعز، والأدهى أنه يدعم مطالب المتظاهرين الذين خرجوا يطالبون بالقبض عليه وإعدامه".
الكاتب أحمد الجبري "وجع المجرمين من انتصار الدولة على الجريمة يظهر في ملهاة الفيديوهات المسربة بأسلوب يدين القتلة ويفضح مخططاتهم ونيتهم الإجرامية".
وأضاف "قتَلَة بالإقدام على إزهاق الأرواح البريئة بجرأة غير معتادة وفشَلَة في إخراج الجريمة على شكل حلقات عابثة بمشاعر الناس وحرمة دمائهم ومخططات مناطقية تستهدف السلم الاجتماعي".
وتابع الجبري "نعم انتصرت الدولة وستطاردكم، دماء الأبرياء وعجلات أطقم الحملة الأمنية ومصيركم المحاكم".
حملة تشويه ضد تعز على ارتباط بأجندات سياسية واإقليمية
وفي دراسة تحليلية لـ "المؤسسة العربية للدراسات والبحوث" للخطاب الإعلامي لحملة التشويه ضد محافظة تعز وارتباطها بالأجندات السياسية والإقليمية- ذكرت أن تعز شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً لحملات إعلامية وسياسية مكثفة تستهدف قيادات السلطة المحلية في المدينة، وتُتهم شخصيات بارزةـ وتتهمهم بالفساد المالي، الفشل الأمني، والارتباط المزعوم بجماعة الإخوان المسلمين- عبر حزب التجمع اليمني للإصلاح، وتنتشر هذه الحملات عبر منصات التواصل الاجتماعي من وسائل إعلام موالية لطارق صالح، وفصائل جنوبية، لتعبئة الرأي العام.
وأكدت الدراسة أن هذه الدعوات ليست مجرد تعبير عن إحباط شعبي عفوي، بل تبدو مدبرة سياسياً، حيث تربطها التقارير بجهود إماراتية لإعادة تشكيل التحالفات في اليمن، من خلال تعزيز قوات طارق صالح، والمجلس الانتقالي الجنوبي، على حساب القيادات الوطنية.
من أبرز خصائص هذه اللغة العدائية للحملة -حسب الدراسة - هو التعميم الواسع، الذي يربط جرائم فردية أو حوادث جنائية محلية بالقيادة الجماعية بأكملها، على سبيل المثال يركز العديد من الناشطين على ذكر أن تعز تحت قبضة حزب الإصلاح، مع أن الأحزاب في تعز، جميعها لديها مناصب حكومية سياسية متعددة في المدينة، خاصة حزب المؤتمر الذي يذكر البعض أنه يمسك بحوالي 50% من المناصب في تعز.
وقالت إن الناشطين الممولين من قبل جهات داخلية لها علاقة بالخارج يذكرون "أن الفوضى الحقيقية تنبع من حزب الإصلاح الذين يسرقون روح المدينة ويبيعون دماء أهلها"، هذا التعبير منهم ليس مجرد اتهام، بل يعتمد على إحصائيات ملفقة جزئياً، ليوحي للناس بسيطرة طائفية، مستفيداً من التوترات التاريخية بين الإصلاح وبعض الفصائل الممولة إماراتياً.
وأوضحت أن أنماط الخطاب في الحملة يمكن تصنيفه إلى ثلاثة فئات رئيسية: (التعميم، الاتهام المباشر، والرموز العاطفية)، كل منها يخدم هدفاً محدداً في تعبئة الشارع، أولاً، التعميم يعمل كأداة لتوسيع الاتهامات، حيث تربط الحملة حوادث مثل اغتيال إفتهان المشهري (مديرة صندوق النظافة في تعز، 18 سبتمبر 2025) بسياسات القيادة العامة للسلطة المحلية في تعز، حيث يذكر الناشطين أن اغتيال إفتهان ليس حادثاً عشوائياً، بل نتيجة مباشرة لسياسة سالم وحمود المخلافي الفاسدة، التي سمحت بانتشار السلاح المنفلت، هذا الربط يتجاهل التحقيقات الأولية التي تشير إلى تورط قيادات في حزب المؤتمر، لكنه يعزز صورة "الدولة الفاشلة" داخل تعز.
وتابعت "التركيز أيضاً على مخلاف شرعب بالذات من أطراف الحملة ليس بجديد، بل يحمل أبعاد تاريخية، وثأر سياسي مرحل يعود إلى فترة السبعينيات، وحروب الجبهة في المناطق الوسطى، عندما تولى الأستاذ/ عبد السلام كرمان رحمه الله أول مواجهة مع عناصر الجبهة بمنطقته بمخلاف شرعب، تكللت بانتصارات حاسمة وكانت البداية من المخلاف التي تقهقرت فيه عناصر الجبهة، ثم توالت هزيمتها".
يشكل مضمون الحملة الإعلامية ضد تعز جوهر استراتيجيتها، حيث يركز على ثلاثة محاور رئيسية مترابطة: الأمني، الإنساني، والاقتصادي، مع ربطها جميعاً بالقيادات المحلية كمصدر للفشل، هذا المضمون ليس مجرد سرد للإخفاقات، بل بناء سردية متماسكة تهدف إلى إقناع الجمهور بضرورة التغيير الجذري، حيث يشكل المحور الأمني 40% من المحتوى، يليه الإنساني بنسبة 35%، والاقتصادي بنسبة 25%. وفق الدراسة
وأردفت الدراسة أن خطورة الحملة تكمن أنها تتجاوز اللحظة الحالية، إذ أنها قد تؤدي إلى تقسيم دائم لمحافظة تعز، ومشابه أيضاً لما حدث في عدن 2019، حيث أدت حملات إعلامية إماراتية إلى سيطرة المجلس الانتقالي بنسبة 60% (Carnegie, 2020) حسب معهد كارينجي للسلام، إحصائياً ارتفعت معدلات التوترات الداخلية في تعز بنسبة 20% مقارنة بـ 2024، مما يؤكد الحاجة إلى مواجهة هذا المضمون بتحليل موضوعي دقيق.
وقالت إن تباين اللغة والمضمون يؤدي إلى تفاقم الانقسامات، حيث تستغل الحملة الضعف الإعلامي للقيادات لتعزيز أجندتها السياسية، مقارنة تاريخية مع عدن 2019 تظهر أن مثل هذه الحملات أدت إلى سيطرة المجلس الإنتقالي بنسبة 60% (Carnegie, 2020)، مما يحذر ذلك من مخاطر مشابهة في مدينة تعز.
ومن منظور استراتيجي تقول الدراسة إن هذه الأجندات تهدف إلى تحويل تعز من رمز وطني إلى منطقة تابعة، مشابه لما حدث في الساحل الغربي، حيث سيطر طارق صالح بفضل الدعم الإماراتي.
وقالت "في تعز قد يؤدي ذلك إلى إضعاف الجبهة ضد الحوثيين، كذلك تُستخدم المطالب لتبرير التدخل من قبل الفصائل الموالية للإمارات، حيث دعت الحملة إلى "حماية إماراتية"، مما يعكس خطة لـ"الفيتو الإماراتي" على السلام اليمني، هذه الأجندات تكشف وتؤكد أن الحملة ليست نقداً داخلياً، بل أداة للهيمنة الإقليمية، والتي قد تؤدي إلى حروب داخلية جديدة، مقارنة مع جمهورية (أرض الصومال) صوماليلاند 1991، حيث تظهر أن مثل هذه الأجندات أدت إلى تقسيم دائم، ولذلك يتطلب الأمر مراقبة وانتباه وحذر شديد من القيادات الوطنية".
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول فيديو مسرب لقاتل المشهري يكشف مؤامرة جديدة ضد تعز، يمكن الرجوع إلى موقع الموقع بوست عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.