الكلمة أقوى من المدفع في دروب الحرية حسب عبدالعزيز الشيخ

في سياق احتفالات الجنوب بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، أكد عبدالعزيز الشيخ، رئيس هيئة الإعلام والثقافة في المجلس الانتقالي الجنوبي، أن الثورة لم تكن مجرد حدث سياسي عابر، بل كانت روحًا ناطقة بالكلمة، وميدانًا تتلاقى فيه القصيدة والبندقية في معركة واحدة من أجل الحرية والاستقلال.
الكلمة رفيقة البندقية في مسار التحرر
وقال عبدالعزيز الشيخ في تدوينة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "برع يا استعمار.. برع من أرض الأحرار.. برع.. لم تكن هذه الأغنية ولا غيرها من أناشيد ثورة أكتوبر المجيدة مجرد كلمات تُنشد أو ألحان تُردد، بل كانت رصاصًا من نوع آخر وسلاحًا لا يقل أثرًا عن البندقية في ميادين النضال."
بهذا التعبير المليء بالرمزية، أعاد الشيخ التذكير بالدور العميق الذي لعبته الكلمة والأغنية الوطنية في تحريك الوجدان الجنوبي وتوحيد صفوف الشعب ضد الاستعمار البريطاني. فقد كانت القصيدة – كما يقول – تقاتل في الميدان، تشحذ العزائم، وتغرس في النفوس إيمانًا لا ينكسر بقضية الحرية والسيادة.
ثورة 14 أكتوبر.. ذاكرة لا تموت
وأوضح رئيس هيئة الإعلام والثقافة أن ثورة 14 أكتوبر 1963 كانت نقطة تحول في تاريخ الجنوب، إذ انطلقت من جبال ردفان بقيادة رموز وطنية خلدها التاريخ، لتكتب فصلًا مشرقًا من الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني الذي جثم على أرض الجنوب لأكثر من قرن.
وأضاف أن تلك الثورة لم تكن مجرد معركة تحرر وطني، بل مشروعًا ثقافيًا وإنسانيًا أرسى قيم الانتماء والكرامة والوحدة الوطنية.
وأكد الشيخ أن أبطال الثورة الأوائل أدركوا مبكرًا أن المعركة الحقيقية لا تُخاض فقط بالبندقية، بل أيضًا بالكلمة والفن والإعلام، وهي ذات الفلسفة التي يستند إليها اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي في نضاله المعاصر من أجل تحقيق الاستقلال الثاني واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
الجنوب يستحضر أمجاد أكتوبر في ظل تحديات جديدة
وأشار عبدالعزيز الشيخ إلى أن احتفال هذا العام يأتي في ظرف استثنائي تمر به القضية الجنوبية، حيث يخوض الجنوب ما وصفه بـ "الثورة التحررية الثانية"، ضد ما أسماه "احتلالًا أشد حقدًا وخبثًا من الاستعمار البريطاني".
وأوضح أن هذا النضال المستمر يفرض على المثقفين والإعلاميين والشعراء دورًا مضاعفًا في الدفاع عن الهوية الجنوبية، وتعزيز الوعي الجمعي بقضية الاستقلال والسيادة.
دعوة لإحياء ثورة أكتوبر بمهرجان للإبداع
وفي سياق كلمته، دعا الشيخ شعراء الجنوب وكتّابه وفنانيه إلى تحويل ذكرى ثورة أكتوبر إلى مهرجان للإبداع ومنبر للوفاء، مؤكدًا أن الثقافة كانت وستظل إحدى أقوى أدوات المقاومة والبناء.
وقال: "على ثوار الكلمة أن يجعلوا من ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة منارة فنية وإبداعية تمجد أبطالها وتجدد العهد على مواصلة دربهم حتى يتحقق الاستقلال الثاني لوطننا الجنوب."
واعتبر الشيخ أن التمسك بقيم الثورة الأولى هو الضمان الحقيقي لعبور المرحلة الحالية بكل ما تحمله من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية، داعيًا إلى توحيد الجبهة الثقافية والإعلامية الجنوبية لمواجهة حملات التضليل ومحاولات طمس الهوية الوطنية.
الإعلام الجنوبي بين الذاكرة والمعركة الراهنة
وفي تحليله لأبعاد الخطاب، يرى مراقبون أن حديث عبدالعزيز الشيخ يعكس وعيًا متقدمًا بأهمية دور الإعلام في صناعة الوعي الوطني. فالمعركة الحديثة، كما يصفها الشيخ، لم تعد محصورة في ميادين القتال، بل امتدت إلى ساحات الكلمة والصورة والوعي.
ويشير إلى أن هيئة الإعلام والثقافة في المجلس الانتقالي الجنوبي تعمل على تطوير برامج إعلامية وثقافية تهدف إلى تعزيز الهوية الجنوبية وإحياء رموز الثورة الأولى في وجدان الأجيال الجديدة.
استمرار رمزية أكتوبر في المشهد الجنوبي
تستعيد اليوم مدن الجنوب – من عدن إلى المكلا، ومن الضالع إلى لحج – أهازيج الثورة وأغاني النضال التي شكلت وجدان شعبٍ لم يعرف الاستسلام. فـ "برع يا استعمار" ليست مجرد عبارة تاريخية، بل شعار يتجدد في كل مرحلة من مراحل الصراع من أجل الحرية.
ويُجمع المراقبون على أن ذكرى أكتوبر المجيدة تحولت إلى رافعة معنوية تعزز وحدة الصف الجنوبي وتؤكد استمرارية الحلم الوطني في التحرر الكامل وإقامة الدولة المنشودة.
يؤكد عبدالعزيز الشيخ في رسالته أن الجنوب، وهو يحيي ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، لا يستحضر الماضي كحكاية من التاريخ فحسب، بل كنبراسٍ للنضال المعاصر.
فالكلمة، كما قال، لا تزال تقاتل إلى جانب الطلقة، تُلهب المشاعر وتدافع عن الحلم الجنوبي بالسيادة والاستقلال، تمامًا كما فعلت قبل أكثر من ستين عامًا.
وبين التاريخ والحاضر، يبقى الجنوب وفيًا لثورته الأولى، ماضيًا على دربها حتى يكتب بمداد الحرية فجر استقلاله الثاني.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول الكلمة أقوى من المدفع في دروب الحرية حسب عبدالعزيز الشيخ، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.