حضرموت تجدد العهد في ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة

تحل ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة هذا العام وأبناء الجنوب عامة، وأبناء حضرموت على وجه الخصوص، يجددون العهد على الوفاء لتضحيات الأبطال الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن والكرامة والهوية.
فمنذ انطلاق شرارة الثورة الأولى عام 1963 ضد الاستعمار البريطاني، كانت حضرموت أحد الأركان الأصيلة في مسيرة النضال الجنوبي، وساحة متقدمة في كل مراحل الكفاح الوطني التي خاضها أبناء الجنوب من أجل الحرية والاستقلال.
حضرموت.. ركيزة النضال الجنوبي ومخزون الهوية الوطنية
لم تكن حضرموت يومًا بعيدة عن مسيرة الجنوب، بل كانت دائمًا في قلب الحدث وصانعة لمجده.
ففي معارك التحرير الأولى ضد الاستعمار، قدّمت حضرموت رجالًا ونساءً حملوا راية الجنوب عاليًا، مؤمنين بأن الكرامة لا تُستعاد إلا بالتضحيات، وأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع.
وحتى في المراحل اللاحقة، عندما واجه الجنوب الغزو الحوثي والإخواني، كانت حضرموت في الطليعة، تقاوم وتدافع عن الأرض والعرض، وتؤكد من جديد أن إرادة الجنوب لا تُكسر مهما كانت التحديات.
التاريخ لا ينسى أبناء حضرموت الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور، مناضلين في ميادين الكفاح، ومخلصين لقضيتهم التي آمنوا بها منذ عقود طويلة.
الوفاء لتضحيات الشهداء.. واجب وطني متجدد
في ذكرى أكتوبر المجيدة، تتجدد روح الوفاء للشهداء الذين قدّموا أرواحهم من أجل الجنوب الحر المستقل.
فدماؤهم التي روت تراب الوطن، تذكّر الجميع أن طريق الاستقلال لم يكن سهلًا، بل كان محفوفًا بالتضحيات الجسيمة، وأن استمرار النضال هو أسمى صور الوفاء لتلك الأرواح الطاهرة.
إنّ الانتصار الحقيقي لكل تلك التضحيات لن يتحقق إلا باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وهو الحلم الذي توارثته الأجيال وتشبعت به الذاكرة الوطنية منذ عقود.
ولذلك فإن أبناء حضرموت اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى بأن مشروع الدولة الجنوبية ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة تاريخية لضمان الكرامة والعدالة والمواطنة المتساوية.
حضرموت.. نبض الجنوب ومحوره الاستراتيجي
تمثل حضرموت اليوم قلب الجنوب النابض ومحوره الاقتصادي والإنساني، فهي ليست مجرد محافظة ذات ثقل جغرافي، بل مرتكز روحي واستراتيجي للهوية الجنوبية.
وبما تمتلكه من مقومات بشرية واقتصادية وموقع جغرافي فريد، تعد حضرموت حجر الأساس في بناء الدولة الجنوبية القادمة، والركيزة التي يستند عليها المشروع الوطني في مرحلته المقبلة.
وفي ظل التحولات الإقليمية والتحديات المتشابكة التي تواجه الجنوب، تبرز حضرموت كرمز للاستقرار والاتزان، وكنموذجٍ للوحدة الوطنية في مواجهة كل محاولات التفتيت والاختراق السياسي.
مسؤولية أبناء حضرموت في استكمال مسيرة التحرر
في المرحلة الراهنة، تتعاظم مسؤولية الجنوبيين في حضرموت لتجديد العهد مع الثورة والوطن، والانخراط بوعي وثبات في مشروع استعادة الدولة الجنوبية.
فالجنوب اليوم بحاجة إلى توحيد الجهود، ورص الصفوف، ومواجهة المؤامرات التي تستهدف وحدته الوطنية وهويته التاريخية.
لقد كانت حضرموت على الدوام في قلب الثورة الأولى، وهي اليوم مطالبة بأن تكون في قلب النصر القادم، حين يرفع الجنوب رايته على أرضه المستقلة ذات السيادة الكاملة.
ولذلك فإن التمسك بخيار الدولة الجنوبية ليس مجرد شعار، بل تعبير عن إرادة شعبية حرة تعي أن الاستقلال هو الوفاء الأكبر لتضحيات الشهداء.
حضرموت والجنوب.. طريق النصر يبدأ من الوفاء
في هذه الذكرى المجيدة، يصدح صوت حضرموت من عمق الجنوب مؤكدًا أن التضحيات لن تذهب سدى، وأن مسيرة الأبطال الذين صنعوا ثورة أكتوبر ستستمر حتى تحقيق الهدف المنشود.
فكل خطوة في طريق الاستقلال، وكل موقف مخلص للدفاع عن الجنوب، هو امتداد لتلك الثورة التي غيّرت مجرى التاريخ.
حضرموت اليوم لا تحتفل بالماضي فقط، بل تجدد العهد للمستقبل، وتؤكد أنها ستظل وفية لدماء الشهداء، ومتمسكة بالهوية الجنوبية، وبمبادئ الحرية والسيادة التي ناضل من أجلها الآباء والأجداد.
حضرموت في قلب الثورة والنصر
تثبت حضرموت في كل ذكرى من ثورة 14 أكتوبر أنها أيقونة النضال الجنوبي، وأنها ستظل وفية لرسالة الشهداء الذين قدّسوا تراب الوطن بأرواحهم.
فمن مهد الثورة الأولى إلى فجر الاستقلال القادم، تبقى حضرموت عنوانًا للصمود والعزة والوفاء، وقلب الجنوب النابض الذي لا يخبو نوره.
إنّ استعادة دولة الجنوب هو الهدف الذي تتوحد حوله الإرادة الجنوبية اليوم، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وعيدروس قاسم الزُبيدي، ليكتمل بذلك مسار النضال الذي بدأه الأجداد، ويتحقق حلم الدولة الجنوبية الحرة المستقلة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول حضرموت تجدد العهد في ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، يمكن الرجوع إلى موقع متن نيوز عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.