جرحى تعز يطالبون بحقوقهم ويصرخون في وجه الإهمال الحكومي

جرحى تعز يطالبون بحقوقهم ويصرخون في وجه الإهمال الحكومي

نظّم العشرات من جرحى الجيش الوطني في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، الثلاثاء 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025م، وقفة احتجاجية للمطالبة بوضع حد لما وصفوه بـ"الإهمال والتهميش المستمر" من قبل الجهات الرسمية، وصرف مستحقاتهم المالية والعلاجية المتأخرة. 

ووفقاً لمراسل "بران برس"، رفع المحتجون خلال الوقفة التي نُظمت أمام مقر دائرة الرعاية الاجتماعية لمحور تعز في شارع جمال، لافتات تندد بتجاهل معاناتهم، مؤكدين أنهم لا يطلبون صدقات، بل حقوقاً مستحقة فرضها الواجب الوطني والضمير الإنساني، وكفلها القانون. 

وفي بيان صادر عن رابطة جرحى تعز، عبّر المحتجون عن استيائهم من استمرار ما وصفوه بـ"الإهمال المتعمد والتجاهل المستمر" لمعاناة الجرحى، في ظل انقطاع مستحقاتهم المالية منذ عدة أشهر وحرمانهم من العلاج والرعاية، رغم التوجيهات الصريحة الصادرة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي. 

وأشار البيان إلى أن "ما يواجهه الجرحى اليوم من تهميش وحرمان يمثل خذلاناً مؤلماً لتضحياتهم، ومساساً بقيم الوفاء الوطني"، لافتاً إلى أن ملف الجرحى ما يزال يُدار بلا مسؤولية أو إنصاف، رغم المناشدات المتكررة للجهات المعنية. 

وطالبت الرابطة في بيانها بسرعة صرف الرواتب المتأخرة منذ خمسة أشهر، وتسفير الجرحى المحتاجين للعلاج في الخارج، واستكمال علاج العالقين، وصرف الإكراميات والمستحقات المجمدة الخاصة بجرحى الجيش في تعز. 

كما دعا البيان إلى الإسراع في إشهار الهيئة الوطنية لرعاية أسر الشهداء والجرحى، وتسوية رواتب الجرحى، واعتماد التعزيزات المالية اللازمة بما يحقق مبدأ العدالة والمساواة مع بقية الوحدات العسكرية، إلى جانب صرف مبلغ الـ100 مليون الشهرية الذي وُجّه بصرفها رئيس المجلس الرئاسي. 

واختتمت الرابطة بيانها بالتأكيد على أن صبر الجرحى "قد بلغ مداه"، محذّرة من اتخاذ خطوات تصعيدية مشروعة في حال استمرار تجاهل مطالبهم، داعيةً الحكومة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه من قدّموا أجسادهم دفاعاً عن الوطن وكرامته. 

وشهدت الفعالية مشاهد مؤثرة، حيث أقدم أحد الجرحى على إحراق قدمه الصناعية تعبيراً عن الغضب من الإهمال الحكومي والجهات المختصة، وما آلت إليه أوضاعهم المعيشية والنفسية والمادية، في خطوة أثارت تعاطف الحاضرين وغضب الشارع المحلي. 

كاميرا برّان تنقل رسائل الجرحى

وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية للجرحى، التقت كاميرا "بران" بعدد من الجرحى الذين عبّروا بمرارة عن معاناتهم وما وصفوه بـ"الخذلان الحكومي" تجاه فئة قدّمت تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن الوطن واستعادة مؤسسات الدولة.. شاهد الفيديو أعلاه 

وأكد الجرحى في تصريحاتهم أن أوضاعهم المعيشية تزداد سوءاً مع استمرار تأخر صرف الرواتب والإكراميات وغياب الترقيات، مشيرين إلى أنهم يعيشون دون دخل ثابت منذ أشهر طويلة، فيما يُترك الكثير منهم يعانون الإعاقة والمرض داخل منازلهم دون علاج أو رعاية. 

وقال أحد الجرحى بغضب: "نحن بلا رواتب ولا إكراميات ولا ترقيات. خرجنا إلى الشوارع بعد أن أغلقت الأبواب في وجوهنا. من العيب أن يُترك الجرحى يفترشون الأرض يطالبون بحقوقهم، وهم الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن". 

وأضاف آخر: "من المؤلم أن تُصرف الإيرادات للمسؤولين في الخارج، بينما جرحى الوطن يعانون الإهمال في الداخل. أين الضمير؟ وأين القلوب الحية؟". 

وفي حديث ثالث، ناشد أحد الجرحى قيادة المجلس الرئاسي والحكومة سرعة النظر في أوضاعهم، قائلاً: "ضحينا بأغلى ما نملك، ونستحق أن نعيش حياة كريمة لنا ولأسرنا. نطالب بصرف الرواتب المتأخرة منذ ستة أشهر، وبالإكراميات المستحقة، وتسفير الجرحى الذين يحتاجون للعلاج في الخارج". 

وختم الجرحى رسالتهم بمناشدة القيادات السياسية والعسكرية للعمل الجاد لإنصافهم، مؤكدين أن استمرار تجاهلهم يمثل طعنة في جسد من قدموا أرواحهم ودماءهم دفاعاً عن الجمهورية والحرية والكرامة.

لمتابعة التفاصيل الكاملة حول جرحى تعز يطالبون بحقوقهم ويصرخون في وجه الإهمال الحكومي، يمكن الرجوع إلى موقع بران برس عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.