جرحى تعز يواجهون الإهمال الحكومي في اعتصام مفتوح للمطالبة بحقوقهم
بين جرح نازف، ومرارة الإهمال الحكومي، يقف جرحى الجيش الوطني في محافظة تعز، (جنوب غرب اليمن)، في مواجهة معاناة مركبة، لا تقل قسوة عن رصاص الحرب، وهم من قدموا أغلى ما يملكون، للدفاع عن الوطن وكرامة المجتمع.
كاميرا "بران برس"، زارت جرحى تعز، في مخيم اعتصامهم، الذي نصبوه أمام مبنى السلطة المحلية المؤقت، وسط المدينة، وخرجت بحصيلة من همومهم، وغرقهم بين إجراءات حكومية منهكة، ووعود لا ترقى إلى تغطية روشتة علاج، في وقت تتسع فيه فجوة الاحتياجات الطبية والخدمات الأساسية.
الإهمال أخرجنا
في البداية تحدث الجريح "إسحاق الشلبي"، الذي قال إنه أصيب بقذيفة مدفعية، في "جبل جرة"، مؤكداً أن خروج الجرحى للمطالبة بحقوقهم، التي سلبت منهم، مشيراً إلى أن إهمال الحكومة والأحزاب هو من دفعهم للخروج.
وأضاف لـ "بران رس": "الذي دفعنا للخروج عدم الاستجابة لمطالبنا/ كجرحى، ثم قررنا الدخول في اعتصام مفتوح, ونقول للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية، أين كنتم حين كان الجرحى يعانون ويواجهون المليشيا الحوثية؟".
الجريح "الشلبي" ساءل مجلس القيادة الرئاسي عن مهمته تجاههم كجرحى، مضيفاً "لا نشوف منهم غير شرعنة السياسات الخارجة عن النظام والقانون نتمنى ونرجو منهم تلبية مطالبنا المشروعة عاجلاً غير آجل.
راتب لا يكفي
أما الجريح "باسم مقبل"، وهو أحد جرحى الجيش، وأصيب في جبهة عصيفرة شمالي تعز، بدأ حديثه مع "بران برس" بالقول: "عيب الجريح يتسول راتبه، الذي لا يغطي مصروف أسبوع".
"مقبل" قال ذلك بمرارة وحسرة كبيرة، مضيفاً "53 ألف ريال، بينما في بقية التشكيلات العسكرية الأخرى التابعة لوزارة الدفاع، يستلمون بالعملة الصعبة، إما بالسعودي أو بالدرهم الإماراتي"، مؤكداً بقاءهم، حتى تحقيق مطالبهم، معتبراً أن ما يتعرضون له "تهميشاً متعمداً".
وقال: "خرجنا إلى هذا الاعتصام المفتوح، حتى يتم تلبية مطالبنا التي أقرها الدستور والقانون"، مشدداً على أن الجرحى لا ينتمون لأي حزب سياسي إنما انتماؤهم للوطن".
وأضاف: "نحن دافعنا وضحينا بأجسادنا وأشلائنا ودمائنا وأرواحنا فداء لهذا الوطن"، مستدركاً بقوله: "لكن إذا كان مسؤولو الوطن بأنفسهم أهملوا ملف الجرحى، ورموا بنا وكأننا بضاعة تالفة، لا هذا لا يليق ولن نسمح به".
فضل الجرحى
إلى ذلك قال "عوض الحبشي"، وهو قائد ميداني، كما عرف عن نفسه، وأنه متضامن مع الجرحى، "لولا فضل الله، ولولا هؤلاء الجرحى، لما جلس مسؤولو السلطة المحلية، على كراسيهم، ولا مجلس القيادة أن جلس أعضاؤه على كراسيهم".
وأضاف لـ "بران برس"، "إن هؤلاء الجرحى هم الذين واجهوا المليشيات، وهم الذين فكوا الحصار عن المنطقة الغربية، وهؤلاء الجرحى هم الذين فكوا المنفذ الشرقي والمنفذ الغربي"، مؤكداً تضامن الجميع مع الجرحى، من مشائخ وأعيان وقادة عسكريين.
وأشار إلى أن الفضل لله، ثم لهؤلاء الجرحى في حماية الوطن وحماية الناس، مضيفاً بلغة استهجان: "اليوم الجريح، لا يجد قيمة "شريط مضاد"، الجريح يئن، والمشلول من الجرحى لا يجد حتى قيمة الحفاضة".
الحبشي اختتم حديثه متسائلاً: "ما هذا التعامل وإلى أين وصلنا؟"، موجهاً اللوم إلى السلطة المحلية ومجلس القيادة الرئاسي، بما يعانيه الجرحى واستمرار معاناتهم، وأن الجريح لا يجد قيمة العلاج ولا "قطمة رز"، حد قوله.
الأحزاب تتضامن
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت 6 من الأحزاب والقوى السياسية في محافظة تعز، تضامنها مع جرحى المحافظة، من عسكريين ومدنيين، الذين بدأوا أمس الأحد اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر السلطة المحلية للمطالبة بإنهاء معاناتهم وصرف مستحقاتهم.
وفي بيان لها، وهي فروع أحزاب "المؤتمر، والإصلاح، والحزب الاشتراكي، والبعث العربي الاشتراكي القومي، وحزب السلم والتنمية، والعدالة والبناء"، وصفت معاناة أسر الشهداء وجرحى تعز، بأنها "مفزعة"، لا سيما مع تصاعد حِدّة الأسعار.
وأكدت في البيان، اطلع عليه "بران برس"، أن هذه القضية "ترتبط بصمود وتعافي تعز، الذي قام به الأبطال الأشاوس من الشهداء والجرحى الذين حافظوا على المدينة منذ وقت مبكر لسنوات".
وأشارت في البيان الذي خلا من توقيع "التنظيم الوحدوي الناصري"، إلى أن "حقوق هؤلاء الأبطال في رعايتهم المستمرة، لم تُلبَّ بشكل كافٍ مما زاد من معاناتهم وخصوصًا مع تصاعد الوضع المعيشي في الآونة الأخيرة في تعز وانعدام الرواتب والوظائف بشكل عام مما زاد من سوء أوضاعهم".
أحزاب تعز الموقعة على البيان أهابت بالحكومة، "أن تولي مرتبات الجرحى أهمية قصوى"، مؤكدة أن الحكومة لا تحتاج إلى تذكيرها بواجبها، فنحن على ثقة من أن للجرحى مكانتهم المتقدمة في أولوياتها".
إزاء ذلك دعت إلى سرعة إنشاء الهيئة الوطنية لشؤون الجرحى والشهداء عسكرين ومدنيين، والتي سبق التوجيه بإنشائها من قبل فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كما دعت إلى تسفير الجرحى المحتاجين للعلاج خارج البلاد، واستكمال علاج الجرحى العالقين في الخارج.
بدء التصعيد
وأمس الأحد 16نوفمبر/ تشرين الثاني 2025م، بدأ جرحى الجيش اليمني في محافظة تعز، أولى مراحل التصعيد، بإعلان اعتصام مفتوح، بعد أيام من الاحتجاجات التي تطالب بإنهاء معاناتهم الصعبة، جراء انقطاع الرواتب وانعدام الاهتمام الرسمي بهم.
ووفق مراسل "برّان برس"، اتخذ الجرحى المحتجون من أمام مبنى السلطة المحلية بشارع جمال وسط مدينة تعز، ساحة للاعتصام المفتوح، حتى الاستجابة لمطالبهم وحقوقهم، التي سبق أن رفعوها للجهات المختصة في بدءاً من السلطة المحلية في المحافظة، ووصولاً إلى وزارة الدفاع والحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.
وذكر، أن الجرحى في مستهل اعتصامهم المفتوح، أكدوا أن اعتصامهم المفتوح، ليس رغبة في التصعيد، ولا بحثاً عن ضجيج، بل دفاعاً عن حقوق مشروعة وكرامة، يجب أن تصان ومعاناة، طالت حتى وصلت حداً لا يمكن الصمت عنه، حد وصفهم.
ويطالب الجرحى بصرف الرواتب المتأخرة، وتسفير الجرحى المحتاجين للعلاج خارج البلاد، واستكمال علاج الجرحى العالقين في الخارج، إضافة الى استكمال "تبصيم" الجرحى في لجنة شؤون الضباط، وإصدار بلاغ النشر وتعزيز الترقيات ماليًا".
كما يطالبون بصرف الإكراميات المتأخرة، وتسوية رواتبهم ببقية التشكيلات العسكرية، واعتماد التعزيز المالي للجرحى غير المعززين ماليًا، والإسراع بمعالجة أوضاع ضحايا الحرب المدنيين، واعتماد راتب شهري، مشددين على سرعة إشهار الهيئة الوطنية لشؤون الجرحى والشهداء، من عسكرين ومدنيين.
وتتضمن مطالبهم كذلك بتنفيذ توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بصرف الأراضي السكنية الخاصة بالجرحى والشهداء، والبدء في العمل فيها، والمقرة من رئيس مجلس الوزراء بحضور المحافظ، وصرف مبلغ الـ100 مليون الشهرية، الذي وجه بصرفها رئيس المجلس الرئاسي، والمقرة من رئيس الحكومة كذلك.
لمتابعة التفاصيل الكاملة حول جرحى تعز يواجهون الإهمال الحكومي في اعتصام مفتوح للمطالبة بحقوقهم، يمكن الرجوع إلى موقع بران برس عبر رابط الخبر الموجود أسفل النص، وذلك حرصًا على وصول القارئ للمصدر الأصلي.